كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

9 - أخبار السيد الحميري

صفحة 167 - الجزء 7

١٠ - أخبار السيّد الحميريّ

  نسبه

  : السيّد لقبه. واسمه إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرّغ الحميريّ. ويكنى أبا هاشم. وأمه امرأة من الأزد ثم من بني الحدّان. وجدّه يزيد بن ربيعة، شاعر مشهور، وهو الذي هجا زيادا⁣(⁣١) وبنيه ونفاهم عن آل حرب؛ وحبسه عبيد⁣(⁣٢) اللَّه بن زياد لذلك وعذّبه، ثم أطلقه معاوية. وخبره في هذا طويل يذكر في موضعه⁣(⁣٣) مع سائر أخباره؛ إذ كان الغرض هاهنا ذكر أخبار السيّد.

  ووجدت في بعض الكتب عن إسحاق بن محمد النّخعيّ قال: سمعت ابن عائشة والقحذميّ يقولان: هو يزيد بن مفرّغ، ومن قال: إنه يزيد بن معاوية فقد / أخطأ. ومفرّغ لقب ربيعة؛ لأنه راهن أن يشرب عسّا من لبن فشربه حتى فرّغه؛ فلقّب مفرّغا. وكان شعّابا⁣(⁣٤) بسيالة، ثم صار إلى البصرة.

  شاعر متقدّم مطبوع، وترك شعره لذمة الصحابة

  : وكان شاعرا متقدّما مطبوعا. يقال: إن أكثر الناس شعرا في الجاهلية والإسلام ثلاثة: بشّار، وأبو العتاهية، والسيّد؛ فإنه لا يعلم أن أحدا قدر على تحصيل شعر أحد منهم أجمع.

  وإنما مات ذكره وهجر الناس شعره لما كان يفرط فيه من سبّ أصحاب رسول اللَّه وأزواجه في شعره ويستعمله من قذفهم والطعن عليهم، / فتحومي شعره من هذا الجنس وغيره لذلك، وهجره الناس تخوّفا وتراقبا⁣(⁣٥). وله طراز من الشعر ومذهب قلَّما يلحق فيه أو يقاربه. ولا يعرف له من الشعر كثير. وليس يخلو من مدح بني هاشم أو ذمّ غيرهم ممّن هو عنده ضدّ لهم. ولولا أنّ أخباره كلَّها تجري هذا المجرى ولا تخرج عنه لوجب ألَّا نذكر منها شيئا؛ ولكنّا شرطنا أن نأتي بأخبار من نذكره من الشعراء؛ فلم نجد بدّا من ذكر أسلم ما وجدناه له وأخلاها من سيّء اختياره⁣(⁣٦) على قلَّة ذلك ...

  كان أبواه إباضيين ولما تشيع هما بقتله

  : أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثني عليّ بن محمد النّوفليّ عن إسماعيل بن الساحر راوية السيّد، قال ابن عمّار وحدّثني أحمد بن سليمان بن أبي شيخ عن أبيه:


(١) هو زياد ابن أبيه الأموي. كان واليا على العراق في أيام معاوية بن أبي سفيان.

(٢) هو عبيد اللَّه بن زياد ابن أبيه، ولى العراق لمعاوية ثم لابنه يزيد. وهو الذي أمر بقتال الحسين بن علي ¥.

(٣) ذكرت ترجمته في «الأغاني» (ج ١٧ ص ٥١ - ٧٣ طبع بولاق).

(٤) الشعاب: مصلح الشعب وهو الصدع يكون في الإناء. والسيالة: أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة.

(٥) لعله: «توقيا».

(٦) لعله: «وأخلاه من سئ أخباره».