كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر عبد الله بن أبي العلاء

صفحة 189 - الجزء 24

  

١ - خبر عبد اللَّه بن أبي العلاء

  اسمه

  عبد اللَّه⁣(⁣١) بن أبي العلاء، رجل من أهل سرّ من رأى. وكان يأخذ عن إسحاق وطبقته فبرع، وله صنعة يسيرة جيّدة.

  وابنه أحمد بن عبد اللَّه بن أبي العلاء، أحد المحسنين المتقدّمين، أخذ عن مخارق⁣(⁣٢) وعلَّوية وطبقتهما. وعمّر إلى آخر أيّام المعتضد⁣(⁣٣) وكانت⁣(⁣٤) فيه عربدة.

  كان حسن الوجه والزي

  وكان عبد اللَّه بن أبي العلاء حسن الوجه والزّيّ، ظريفا شكلا⁣(⁣٥).

  حدّثني ذكاء وجه الرّزّة قال: قال لي ابن المكَّيّ المرتجل⁣(⁣٦):

  كان يقوّم دابة عبد اللَّه بن أبي العلاء وثيابه إذا ركب ألف دينار.

  إسحاق يطارحه

  قال: وقال لي ابن المكيّ: حدّثني أبي، قال:

  نظر أحمد بن يوسف الكاتب إلى عبد اللَّه بن أبي العلاء عند إسحاق، وهو يطارحه، فأقام عند إسحاق، وسأله احتباس عبد اللَّه عنده، فأمره بذلك، فاعتلّ عليه⁣(⁣٧). وقال: أريد أن أشيّع غازيا يخرج من جيراننا، فقال له أحمد ابن يوسف:

  /

  لا تخرجنّ مع الغزاة مشيّعا ... إنّ الغزيّ يراك أفضل مغنم

  ودع الحجيج ولا تشيّع وفدهم⁣(⁣٨) ... أخشى عليك من الحجيج المحرم

  ما أنت إلَّا غادة ممكورة⁣(⁣٩) ... لولا شواربك المحيطة بالفم


(١) «إحدى النسخ»: هو عبد اللَّه.

(٢) مخارق بن يحيى المغني (أخباره في ج ١٨ ص ٣٣٦ من طبعة دار الكتب).

(٣) خد: «المعتصم».

(٤) ج: «وكان».

(٥) شكل: ذو دلال وغزل.

(٦) ف: «المرتحل»، وهو لقب محمد بن أحمد بن المكي والمراد أنه هو الذي كان يقوم.

(٧) اعتل عليه بعلة، واعتله: اعتاقه عن أمر.

(٨) خد: «وفده».

(٩) ممكورة: مطوية الخلق مستديرة الساقين.