كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عمارة بن الوليد ونسبه

صفحة 338 - الجزء 18

٩ - أخبار عمارة بن الوليد ونسبه

  نسبه

  عمارة بن الوليد، بن المغيرة، بن عبد اللَّه، بن مخزوم، بن يقظة، بن مرّة، بن كعب، بن لؤيّ، بن غالب، وهو أحد أزواد الرّكب⁣(⁣١)، ويقال له الوحيد، وكان أزواد الرّكب لا يمرّ عليهم أحد إلا قروه وأحسنوا ضيافته، وزوّدوه ما يحتاج إليه لسفره، وكان عمارة بن الوليد فخورا معنّا⁣(⁣٢) متعرّضا لكل ذي عارضة من قريش، فأخبرني عمّي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن شبيب، قال: حدثنا الزّبير بن بكَّار، عن الحزاميّ، قال:

  مرّ عمارة بن الوليد بمسافر بن عمرو، فوقف عليه وهو منتش، فقال:

  خلق البيض الحسان لنا ... وجياد الرّيط والأزر

  كابرا كنّا أحقّ به ... حين صيغ الشّمس والقمر

  فأجابه مسافر بن عمرو بن أميّة، فقال:

  أعمار بن الوليد لقد ... يذكر الشّاعر من ذكره⁣(⁣٣)

  هل أخو كأس مخفّفها ... وموقّ صحبه سكره

  ومحيّيهم إذا شربوا ... ومقلّ فيهم هذره

  خلق البيض الحسان لنا ... وجياد الرّيط والحبره

  كابرا كنّا أحقّ به ... كلّ حيّ تابع أثره

  يعود إلى الشراب بعد أن عاهد امرأته على تركه

  أخبرني عمّي قال: حدثنا الكرانيّ، قال: حدّثنا العمريّ، عن الهيثم بن عديّ / عن حمّاد الراوية: أنّ عمارة بن الوليد خطب امرأة من قومه فقالت: لا أتزوّجك أو تترك الشّراب والزّنا، قال: أما الزّنا فأتركه، وأما الشّراب فلا أتركه ولا أستطيع. ثم اشتدّ وجده بها فحلف ألَّا يشرب، فتزوجها ومكث حينا لا يشرب، ثم إنه لبس ذات يوم حلَّته وركب ناقته وخرج يسير، فمر بخمّار وعنده شرب يشربون، فدعوه فدخل عليهم وقد أنفدوا ما عندهم، فقال للخمّار: أطعمهم ويلك، فقال: ليس عندي شيء، فنحر لهم ناقته، فأكلوا منها، فقال: اسقهم، ولم يكن معهم شيء يشربون به، فسقاهم ببردته، ومكثوا أياما ذوات عدد، ثم خرج فأتى أهله، فلما رأته امرأته،


(١) في «القاموس» (زود): أزواد الركب: مسافر بن أبي عمرو، وزمعة بن الأسود، وأبو أمية بن المغيرة؛ لأنه لم يكن يتزود معهم أحد في سفر، يطعمونه ويكفونه الزاد.

(٢) المعن: من يدخل فيما لا يعنيه ويعرض في كل شيء. وفي «المختار»: «متعرضا لكل من عارضه من قريش». وفي ف: معيا. وفي بيروت: معييا.

(٣) ف، «المختار»، بيروت: «يذكر الإنسان من ذكره».