كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

5 - ذكر نصيب وأخباره

صفحة 258 - الجزء 1

٥ - ذكر نصيب وأخباره

  نسب نصيب ونشأته

  هو نصيب بن رباح⁣(⁣١)، مولى عبد العزيز بن مروان، وكان لبعض العرب من بني كنانة السّكَّان بودّان⁣(⁣٢)، فاشتراه عبد العزيز منهم، وقيل: بل كانوا أعتقوه، فاشترى عبد العزيز ولاءه منهم، وقيل: بل كاتب مواليه، فأدّى عنه مكاتبته.

  وقال ابن دأب: كان نصيب من قضاعة ثم من بليّ. وكانت أمّه سوداء فوقع عليها سيّدها فحبلت بنصيب، فوثب عليه عمّه بعد وفاة أبيه فباعه من عبد العزيز.

  وقال أبو اليقظان: كان أبوه من كنانة من بني ضمرة. وكان شاعرا فحلا فصيحا مقدّما في النّسيب والمديح، ولم يكن له حظَّ في الهجاء، وكان عفيفا، وكان يقال: أنه لم ينسب قطَّ إلا بامرأته.

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال؛ كتب إليّ عبد اللَّه⁣(⁣٣) بن عبد العزيز بن محجن بن نصيب بن رباح يذكر عن عمّته غرضة⁣(⁣٤) بنت النّصيب:

  أنّ النّصيب كان ابن نوبيّين سبيّين كانا لخزاعة، ثم اشترت سلامة⁣(⁣٥) أمّ نصيب امرأة من خزاعة ضمريّة حاملا بالنّصيب، فأعتقت ما في بطنها.

  / أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن محمد بن كناسة قال:

  كان نصيب من أهل ودّان عبدا لرجل من كنانة هو وأهل بيته. وكان أهل البادية يدعونه النّصيب تفخيما له، ويروون شعره. وكان عفيفا كبير النّفس مقدّما عند الملوك، يجيد مديحهم ومراثيهم.

  أخبرني الحسين عن حمّاد عن أبيه عن ابن الكلبيّ قال:

  كان نصيب من / بليّ بن عمرو⁣(⁣٦) بن الحاف بن قضاعة. وكانت أمّه أمة سوداء، وقع عليها أبوه فحملت ثم


(١) في م، ء، ر: «رياح» بالياء المثناة. ويرجح الأولى أن رباحا بالباء معروف في أسماء العبيد والسودان. قال في كتاب «المشتبه في أسماء الرجال» للذهبي طبع ليدن ص ٢١٢: ورباح بالموحدة أكثرة في الموالي.

(٢) ودّان بالفتح، ثلاثة مواضع: أحدها بين مكة والمدينة قرية جامعة من نواحي الفرع، بينها وبين هر شى ستة أميال وبينها وبين الأبواء نحو ثمانية أميال قريبة من الجحفة، وهي لضمرة وغفار وكنانة، وقد أكثر نصيب من ذكرها في شعره.

(٣) في ح، ر: «كتب إلىّ عبد العزيز بن محجن الخ».

(٤) في ت: «عرضة» بعين فراء. وفي كتاب «الموشح» للمرزباني المخطوط المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم ٣٢٩٣ أدب في الكلام على ابن أبي ربيعة: «عوضة» بالواو.

(٥) قد سمى بسلامة بتخفيف اللام وبتشديدها. وقد عد المرتضى في «شرح القاموس» أسماء كثيرة من النوعين، ولم يذكر هذه ضمن واحد منهما.

(٦) كذا في أكثر النسخ. وفي ت، ح، ر: «عمران». ويؤيد أنه عمرو ما في «شرح القاموس» مادّة بلى.