أخبار شارية
  
١ - أخبار شارية
  نسبها وتعلمها الغناء
  قال أبو الفرج عليّ بن الحسين:
  كانت شارية مولدة من مولدات البصرة، يقال إن أباها كان رجلا من بني سامة بن لؤيّ المعروفين ببني ناجية(١)، وأنه جحدها، وكانت أمها أمة، فدخلت في الرق. وقيل بل سرقت فبيعت، فاشترتها امرأة من بني هاشم، فأدّبتها، وعلمتها الغناء، ثم اشتراها إبراهيم بن المهدي، فأخذت غناءها(٢) كله أو أكثره عنه، وبذلك يحتج من يقدّمها على عريب، ويقول: إن إبراهيم خرّجها، وكان يأخذها بصحة الأداء / لنفسه، وبمعرفة ما يأخذها به.
  ولم تكن هذه حال عريب، لأن المراكبي(٣) لم يكن يقارب إبراهيم في العلم، ولا يقاس به في بعضه(٤)، فضلا عن سائره.
  ابن المعتز يؤلف عنها
  أخبرني بخبرها محمد بن إبراهيم قريص(٥):
  أن ابن المعتز دفع إليه كتابه الذي ألَّفه في أخبارها، وقال له أن يرويه عنه، فنسخت منه ما كان يصلح لهذا الكتاب على شرطي فيه، وأضفت إليه ما وجدته من أخبارها عن غيره في الكتب، وسمعته أنا عمن رويته عنه.
(١) سامة بن لؤي بن غالب: أخو كعب الجد السادس للنبي ﷺ. واختلف فيه: فقال أبو الفرج الأصبهاني: إن قريشا تدفع بني سامة، وتنسبهم إلى أمهم ناجية. وقال الهمداني: يقول الناس: بنو سامة، ولم يعقب ذكرا، إنما هم أولاد بنته، وكذلك قال عمر وعليّ، ولم يفرضا لهم، وهم ممن حرم. وقال ابن الكلبي والزبير بن بكار: فولد سامة بن لؤي الحارث وغالبا (انظر «تاج العروس» الزبيدي في: سوم).
(٢) كذا في ف، وفي بقية الأصول: غناءه.
(٣) كذا في ف، مب، و «نهاية الأرب» (٥: ٩٦) وهو عبد اللَّه بن إسماعيل المراكبي، مولى عريب، ومخرجها في الغناء. وفي بقية الأصول. المرادي، تحريف.
(٤) كذا في ف. وفي أ، م: ولا يقاس في بعضه. وفي ج: ولا يقاس بعضها بعضه.
(٥) هو قريص المغني، قال ابن النديم في «الفهرست» (مصر ٢٢٢): قريص الجراحي، كان في جملة أبي عبد اللَّه محمد بن داود بن الجراح، واسمه ... «من حذاق المغنين وعلمائهم» وقريص: بصاد مهملة كما في ف وبعض النسخ، لا بالضاد كما في بعض آخر؛ يؤيد ذلك الجناس في بيت جحظة البرمكي، من أبيات يهجوه بها:
أكلنا قريصا وغنى قريص ... فبتنا على شرف الفالج
توفى قريص سنة أربع وعشرين، وفيها مات جحظة. انظر» الفهرست «لابن النديم.