كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار هلال ونسبه

صفحة 38 - الجزء 3

٢٠ - أخبار هلال ونسبه

  نسبه وهو شاعر أموي شجاع أكول:

  هو، فيما ذكر خالد بن كلثوم، هلال بن الأسعر بن خالد بن الأرقم بن قسيم⁣(⁣١) بن ناشرة بن سيّار بن رزام بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. شاعر إسلاميّ من شعراء الدولة الأموية، وأظنه قد أدرك الدولة العباسية، وكان رجلا شديدا عظيم الخلق أكولا معدودا من الأكلة. قال أبو عمرو: وكان هلال فارسا شجاعا شديد البأس والبطش أكثر الناس أكلا وأعظمهم في حرب غناء. هذا لفظ أبي عمرو. وقال أبو عمرو: وعمّر هلال بن أسعر عمرا طويلا ومات بعد بلايا عظام مرّت على رأسه. قال: وكان رجل من قومه من بني رزام بن مالك يقال له المغيرة بن قنبر يعوله ويفضل عليه ويحتمل ثقله وثقل عياله فهلك، فقال هلال يرثيه:

  كان المغيرة بن قنبر يعوله فلما مات رثاه:

  ألا ليت المغيرة كان حيّا ... وأفنى قبله الناس الفناء

  ليبك على المغيرة كلّ خيل ... إذا أفنى عرائكها⁣(⁣٢) اللَّقاء

  ويبك على المغيرة كلّ كلّ ... فقير كان ينعشه العطاء

  ويبك على المغيرة كلّ جيش ... تمور⁣(⁣٣) لدى معاركه الدّماء

  فتى الفتيان فارس كلّ حرب ... إذا شالت⁣(⁣٤) وقد رفع اللَّواء

  / لقد وارى جديد⁣(⁣٥) الأرض منه ... خصالا عقد عصمتها الوفاء

  فصبرا للنوائب إن ألمّت ... إذا ما ضاق بالحدث الفضاء

  هزبر تنجلي الغمرات عنه ... نقيّ العرض همّته العلاء

  / إذا شهد الكريهة خاض منها ... بحورا لا تكدّرها الدّلاء

  جسور لا يروّع عند روع⁣(⁣٦) ... ولا يثني عزيمته اتّقاء


(١) سمي بقسيم كأمير وقسيم كزبير. وقد ضبط هذا الاسم بالقلم في ط كزبير.

(٢) العرائك: جمع عريكة. وأصل العريكة سنام البعير، وتقال على النفس، وعلى القوّة والشدّة، ولعل هذا المعنى هو المراد في هذا البيت. وقد فسرت العريكة بمعنى الشدّة والقوّة في قول الأخطل:

من اللواتي إذا لانت عريكتها ... كان لها بعدها آل ومجهود

(أنظر «اللسان» مادة عرك).

(٣) تمور: تجري وتسيل.

(٤) شالت الحرب: تهيأت الآن يخوض الأبطال غمارها. وهو من شالت الناقة إذا رفعت ذنبها للقاح.

(٥) يريد بجديد الأرض قبره الذي جدّ منها وحفر ليدفن فيه.

(٦) في ط: