أخبار عبد الصمد بن المعذل ونسبه
١٨ - أخبار عبد الصمد بن المعذل ونسبه
  عبد الصمد بن المعذل بن غيلان بن الحكم بن البختريّ(١) بن المختار بن ذريح بن أوس بن همّام بن ربيعة بن بشير بن حمران بن حدرجان بن عساس(٢) بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى(٣) بن عبد القيس بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وقيل: ربيعة بن ليث بن حمران.
  وجدت في كتاب بخطَّ أحمد بن كامل: حدّثني غيلان بن المعذل أخو عبد الصمد، قال: كان أبي يقول:
  أفصى أبو عبد القيس هو أفصى بن جديلة بن أسد، وأفصى جدّ بكر بن وائل هو أفصى بن دعميّ. والنسابون يغلطون في قولهم عبد القيس بن أفصى بن دعميّ. ويكنى عبد الصمد أبا القاسم، وأمه أم ولد يقال لها: الزّرقاء.
  شاعر فصيح من شعراء الدولة العباسية، بصريّ المولد والمنشأ. وكان هجاء خبيث(٤) اللسان، شديد العارضة، وكان أخوه أحمد أيضا شاعرا، إلا أنه كان عفيفا، ذا مروءة ودين وتقدّم في المعنزلة، وله جاه(٥) واسع في بلده وعند سلطانه، لا يقاربه عبد الصمد فيه، فكان يحسده ويهجوه فيحلم عنه، وعبد الصمد أشعرهما، وكان أبو عبد الصمد المعذل وجدّه غيلان شاعرين، وقد روى عنهما شيء(٦) من الأخبار واللغة والحديث ليس بكثير، والمعذّل بن غيلان هو الَّذي يقول:
  /
  إلى اللَّه أشكو لا إلى الناس أنني ... أرى صالح الأعمال لا أستطيعها
  أرى خلَّة في إخوة وأقارب ... وذي رحم ما كان مثلي يضيعها
  فلو ساعدتني في المكارم قدرة ... لفاض عليهم بالنوال ربيعها
  أنشدنا ذلك له علي بن سليمان الأخفش، عن المبرّد، وأنشدناه محمّد بن خلف بن المرزبان عن الرّبعي أيضا. قالا: وهو القائل:
  ولست بميّال إلى جانب الغنى ... إذا كانت العلياء في جانب الفقر
  وإنّي لصبّار على ما ينوبني ... وحسبك أنّ اللَّه أثنى على الصبر
  تهاجى أبان والمعذل
  أخبرني محمّد بن خلف، قال: حدّثنا النّخعيّ وإسحاق، قال: هجا أبان اللاحقيّ المعذّل بن غيلان، فقال:
  كنت أمشي مع المعذّل يوما ... ففسا فسوة فكدت أطير
(١) س، ش: «البحتري».
(٢) عساس: في س، ش. وفي ج «غسان».
(٣) أفصى: بالصاد المهملة في س، ش أما في ج فبالضاد المعجمة، وهو تحريف.
(٤) خبيث اللسان في س، ش أما في ج فيسبقهما كلمة «خيبثا».
(٥) وله جاه: في س، ش أما في ج فبأسقاط لفظ «له».
(٦) ح: «شيء عنهما».