نسب ابن الزبعري وأخباره وقصة غزوة أحد
١٢ - نسب ابن الزّبعرى وأخباره وقصّة غزوة أحد
  نسب ابن الزبعري:
  هو عبد اللَّه بن الزّبعري بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار.
  حاله قبل الإسلام وبعده:
  وهو أحد شعراء قريش المعدودين. وكان يهجو المسلمين ويحرّض عليهم كفار قريش في شعره، ثم أسلم بعد ذلك فقبل النبيّ ﷺ إسلامه وأمّنه يوم الفتح.
  وهذه / الأبيات يقولها ابن الزبعري في غزوة أحد.
  حدّثنا بالخبر في ذلك محمد بن جرير الطبري قال حدّثنا ابن حميد قال: حدّثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدّثني محمد بن مسلم بن عبد اللَّه بن شهاب الزّهري، ومحمد بن يحيى بن حيان(١)، وعاصم بن عمرو بن قتادة، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا، كلَّهم قد حدّث ببعض هذا الحديث، فقد اجتمع حديثهم كلَّهم فيما سقت من الحديث عن يوم أحد. قالوا:
  خبر غزوة أحد:
  لمّا أصيبت قريش، أو من قاله منهم يوم بدر من كفار قريش، من أصحاب القليب، فرجع فلَّهم إلى مكة(٢)، ورجع أبو سفيان بن حرب بعيره، مشى عبد اللَّه بن أبي ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، في رجال من / قريش، ممن أصيب آباؤهم [وأبناؤهم](٣) وإخوانهم ببدر، فكلَّموا أبا سفيان بن حرب ومن كان له(٤) في تلك العير من قريش تجارة، فقال أبو سفيان: يا معشر قريش، إنّ محمدا قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلَّنا أن ندرك ثأرا ممن أصيب منا. ففعلوا، فاجتمعت قريش لحرب رسول اللَّه ﷺ، حين فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير بأحابيشها(٥) ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة، وكلّ أولئك قد استغووا(٦) على حرب
(١) حبان هذا، بفتح الجاء وتشديد الباء كما في «القاموس» و «تقريب التهذيب». ولمحمد بن يحيى بن حبّان ترجمة في «تهذيب التهذيب». أ: «حسّان» وس: «حبّان»، صوابه في سائر النسخ.
(٢) الفل: القوم المنهزمون.
(٣) من ط، ها، مط، مب فقط.
(٤) ما عدا ط، ها، مط، مب: «لهم».
(٥) الأحابيش: الجماعة أيا كانوا، أو أحابيش قريش، هم بنو المصطلق وبنو الهون بن خزيمة اجتمعوا عند جبل يسمى «حبشيا» بأسفل مكة فحالفوا قريشا.
(٦) استغووا، بالغين المعجمة في ط، ها، مط، مب. وفي سائر النسخ بالعين المهملة، وهما سيّان. يقال: هو يستغوي القوم ويستعويهم، أي يستغيث بهم.