17 - أخبار وضاح اليمن ونسبه
١٧ - أخبار وضّاح اليمن ونسبه
  نسبه وأصله وسبب لقبه:
  وضّاح لقب غلب عليه لجماله وبهائه، واسمه عبد الرحمن(١) بن إسماعيل بن عبد كلال بن داذ بن أبي جمد.
  ثم يختلف في تحقيق نسبه، فيقول قوم: إنه من أولاد الفرس الذين قدموا اليمن مع وهرز لنصرة سيف بن ذي يزن على الحبشة. ويزعم آخرون أنه من آل خولان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن العرنجج(٢) وهو حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب وهو المرعف(٣) بن قحطان. فممن(٤) ذكر أنه من حمير خالد بن كلثوم، قال كان وضّاح اليمن من أجمل العرب وكان أبوه إسماعيل بن داذ ابن أبي جمد من آل خولان بن عمرو بن معاوية الحميريّ. فمات أبوه وهو طفل، فانتقلت أمه إلى أهلها، وانقضت عدّتها فتزوجت رجلا من أهلها من أولاد الفرس. وشبّ وضّاح في حجر زوج أمّه. فجاء عمّه وجدّته أمّ أبيه، ومعهم جماعة من أهل بيته من حمير ثم من آل ذي قيفان(٥) ثم من آل ذي جدن(٦) يطلبونه، فادّعى زوج أمه أنه / ولده. / فحاكموه فيه وأقاموا البيّنة أنه ولد على فراش إسماعيل بن عبد كلال أبيه، فحكم به الحاكم لهم، وقد كان اجتمع الحميريّون والأبناء(٧) في أمره وحضر معهم. فلما حكم به الحاكم للحميريين، مسح يده على
(١) وقيل: إن اسمه عبد اللَّه. (راجع «النجوم الزاهرة» ج ١ ص ٢٢٦ طبع دار الكتب المصرية).
(٢) كان يقال لحمير العرنجج. والعرنجج في الأصل: العتيق. (راجع الجزء الثامن من كتاب «الإكليل للهمداني» طبع بغداد ص ٢٠٨).
(٣) كذا في جميع الأصول هنا وفيما سيأتي في ب في الجزء الخامس عشر (ص ٧٣ طبع بولاق). وفيما سيأتي في ح في هذا الموضع:
«المرعب». وفي كتاب «أنساب العرب» المخطوط والمحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم ٢٤٦١ تاريخ «المرعث». ولم نوفق إلى وجه الصواب فيه.
(٤) في ب، س: «فمن».
(٥) كان الأذواء في اليمن طبقتين طبقة تعرف بالمثامنة وهم ثمانية ملوك كان لا يصح لملك من ملوك حمير الملك حتى يقيمه هؤلاء الثمانية وإن هم اجتمعوا على عزله عزلوه. والطبقة الثانية أذواء آخرون، منهم ذو قيفان هذا، وهو ابن شرحبيل بن أساس بن يغوث بن علقمة بن ذي جدن الأكبر، وهو الذي وهب سيفه الصمصامة لعمرو بن معديكرب الزبيدي، فقال فيه عمرو:
وسيف لابن ذي قيفان عندي ... تخيره الفتى من عصر عاد
يقدّ البيض والأبدان قدّا ... وفي الهام الململم ذو احتداد
ثم وهبه عمرو لسعد بن أبي وقاص ثم صار إلى آل سعيد بن العاص فاشتراه الخليفة المهديّ منهم بمال جسم وأحضر الشعراء فقالوا فيه أشعارا كثيرة. ثم أمر المهدي بالسيف فسقى فتغير لذلك وقل قطعه بسبب سقيه. (راجع «شرح القصيدة الحميرية» و «منتخبات في أخبار اليمن» كلاهما لنشوان بن سعيد الحميري).
(٦) ذكر المؤلف ترجمته في الجزء الرابع (ص ٢١٧) من هذه الطبعة.
(٧) الأبناء: هم الفرس الذين قدموا مع سيف بن ذي يزن، وكانوا يسمون بصنعاء بني الأحرار، وباليمن الأبناء، وبالكوفة الأحامرة، وبالبصرة الأساورة، وبالجزيرة الخضارمة، وبالشام الجراجمة. (عن «الأغاني» ج ١٦ ص ٧٦ طبع بولاق).