كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر من قتل أبو العباس السفاح من بني أمية

صفحة 490 - الجزء 4

٥١ - [ذكر⁣(⁣١) من قتل أبو العبّاس السفّاح من بني اميّة]

  مقتل مروان بن محمد وظفر عبد الصمد بن علي برأسه:

  أخبرني محمد بن يحيى قال حدّثني مسبّح بن حاتم العكليّ⁣(⁣٢) قال حدّثني الجهم بن السّبّاق عن صالح بن ميمون مولى عبد الصمد بن عليّ، قال:

  لمّا استمرّت الهزيمة بمروان، أقام عبد اللَّه بن عليّ بالرّقّة، وأنفذ أخاه عبد الصمد في طلبه فصار إلى دمشق، وأتبعه جيشا عليهم أبو إسماعيل عامر الطويل من قوّاد خراسان، فلحقه وقد جاز مصر في قرية تدعى بوصير⁣(⁣٣)، فقتله، وذلك يوم الأحد ثلاث بقين من ذي الحجّة، ووجّه برأسه إلى عبد اللَّه بن عليّ، فأنفذه عبد اللَّه بن عليّ إلى أبي العباس. فلمّا وضع بين يديه خرّ للَّه ساجدا، ثم رفع رأسه وقال: الحمد للَّه الذي أظهرني عليك وأظفرن بك ولم يبق ثاري قبلك وقبل رهطك أعداء الدّين؛ ثم تمثّل قول ذي الإصبع العدوانيّ:

  لو⁣(⁣٤) يشربون دمي لم يرو شاربهم ... ولا دماؤهم للغيظ ترويني

  أتى عبد اللَّه بن علي ابن مسلمة بن عبد الملك فأبى وقاتل حتى قتل:

  أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدّثني محمد بن يزيد قال:

  نظر عبد اللَّه بن عليّ إلى فتى عليه أبّهة الشّرف وهو يقاتل مستنتلا⁣(⁣٥)، فناداه: يا فتى، لك الأمان ولو كنت مروان بن محمد. فقال: إلَّا أكنه فلست بدونه. قال: فلك الأمان من كنت. فأطرق ثم قال:

  /

  أذلّ الحياة وكره الممات ... وكلَّا أرى لك شرّا وبيلا

  - ويروى:

  وكلَّا أراه طعاما وبيلا


(١) زيادة عن ب، س.

(٢) في م: «مسبح بن حاتم العتكي».

(٣) هي بوصير قوريدس من أعمال الفيوم التي قتل بها مروان المذكور، كما في «تقويم البلدان» لأبي الفدا إسماعيل (ص ١٠٧ طبع أوروبا و «معجم البلدان» لياقوت في كلامه على «بوصير». وفي كتاب «ولاة مصر وقضائها» للكندي (ص ٩٦ طبع بيروت) أنه «قتل ببوصير من كورة الأشمونين يوم الجمعة لسبع بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة». وكورة الأشمونين من كور الصعيد الأدنى غربي النيل كما في «معجم ياقوت». وفي «النجوم الزاهرة» (ج ١ ص ٣١٧ طبع دار الكتب المصرية) أنه قتل ببوصير بالجيزة.

(٤) ورد هذا البيت في «الأمالي» (ج ١ ص ٢٥٦ طبع دار الكتب المصرية). في قصيدة ذي الإصبع العدوانيّ هكذا:

لو تشربون دمي لم يرو شاربكم ... ولا دماؤكم جمعا تروّيني

(٥) كذا في س. والمستنتل: الخارج من الصف المتقدم على أصحابه. وفي سائر الأصول: «مستقتلا».