أخبار الشنفري ونسبه
١٢ - أخبار الشنفري ونسبه(١)
  نسبه ونشأته في غير قومه
  : وأخبرني بخبره الحرميّ بن أبي العلاء قال: حدثنا أبو يحيى المؤدب وأحمد بن أبي المنهال المهلبي، عن مؤرّج عن أبي هشام محمد بن هشام النّميريّ:
  أن الشنفري كان من الأواس بن الحجر بن الهنو بن الأزد(٢) بن الغوث، أسرته بنو شبابة بن فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان، فلم يزل فيهم حتى أسرت بنو سلامان بن مفرّج بن عوف بن ميدعان بن مالك بن الأزد رجلا من فهم، أحد بني شبابة ففدته بنو شبابة بالشّنفري قال: فكان الشنفري في بني سلامان بن مفرّج لا تحسبه إلا أحدهم حتى نازعته بنت الرجل الذي كان في حجره، وكان السّلامي اتخذه ولدا وأحسن إليه وأعطاه، فقال لها الشنفري:
  اغسلي رأسي يا أخيّة وهو لا يشك في أنها أخته، فأنكرت أن يكون أخاها ولطمته، فذهب مغاضبا حتى أتى الذي اشتراه من فهم، فقال له الشنفري: اصدقني ممن أنا؟ قال: أنت من الأواس بن الحجر، فقال: أما إنّي لن أدعكم حتى أقتل منكم مائة بما استعبدتموني، ثم إنه ما زال يقتلهم حتى قتل تسعة وتسعين رجلا، وقال الشنفري للجارية السّلامية التي لطمته وقالت: لست بأخي:
  ألا ليت شعري والتّلهّف ضلَّة ... بما ضربت كفّ الفتاة هجينها؟(٣)
  / ولو علمت قعسوس أنساب والدي ... ووالدها ظلَّت تقاصر دونها(٤)
  أنا ابن خيار الحجر بيتا ومنصبا ... وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها
  غارته على من نشأ فم
  : قال: ثم لزم الشّنفري دار فهم فكان يغير على الأزد على رجليه فيمن تبعه من فهم، وكان يغير وحده أكثر من ذلك، وقال الشنفري لبني سلامان:
  وإني لأهوى أن ألفّ عجاجتي ... على ذي كساء من سلامان أو برد(٥)
  وأصبح بالعضداء أبغي سراتهم ... وأسلك خلَّا بين أرباع والسّرد(٦)
  فكان يقتل بني سلامان بن مفرّج حتى قعد له رهط من الغامديين من بني الرّمداء فأعجزهم
(١) هذه الترجمة مما سقط من التراجم من طبعة بولاق، وموضعها هنا بحسب المخطوطات المعتمدة.
(٢) في ف «الأسد» بدل «الأزد».
(٣) «والتلهف ضلة»: جملة معترضة، أي والتلهف على الشيء ضلال، وما من بما ضربت استفهامية، وإنما مدت لضرورة الشعر، والهجين: اللئيم، أو العربي الذي أمه أمة، يقول: ليتني أعلم لم تضرب هذه الفتاة الفتى الحقير في نظرها؟.
(٤) قعسوس: اسم الفتاة، كما يبدو من السياق، أي لو علمت حسبي وحسب أبيها لتقاصر عنقها أمامي.
(٥) يعني على كل لابس كساء أو برد، وذلك كناية عن الشمول، ولف العجاجة: كناية عن الغارة، والعجاجة: والعجاجة: غبار الحرب ونحوها.
(٦) سراتهم: أشرافهم، والخل: الطريق ينفذ في الرمل، والعضداء وأرباع والسرد: أسماء أماكن، وفي ف، هج، هد: «أمسى» بدل «أصبح».