ذكر أخبار أبي سعيد مولى فائد ونسبه
٥٠ - ذكر أخبار أبي سعيد مولى فائد ونسبه
  ولاؤه، وكان مغنيا وشاعرا:
  أبو سعيد مولى فائد. وفائد مولى عمرو بن عثمان بن عفّان رضي اللَّه تعالى عنه. وذكر ابن خرداذبه أنّ اسم أبي سعيد إبراهيم. وهو يعرف في الشعراء بابن أبي سنّة(١) مولى بني أميّة، وفي المغنّين بأبي سعيد مولى فائد.
  وكان شاعرا مجيدا ومغنّيا، وناسكا بعد ذلك، فاضلا مقبول الشهادة بالمدينة معدّلا. وعمّر إلى خلافة الرشيد، ولقيه إبراهيم بن المهديّ وإسحاق الموصليّ وذووهما. وله قصائد جياد في مراثي بني أميّة الذين قتلهم عبد اللَّه وداود ابنا عليّ بن عبد اللَّه بن العبّاس، يذكر هاهنا في موضعه منها ما تسوق(٢) الأحاديث ذكره.
  طلب إليه المهدي أن يغنيه صوتا له فغناه غيره واعتذر عنه:
  أخبرني عليّ بن عبد العزيز عن عبيد اللَّه(٣) بن عبد اللَّه عن إسحاق، وأخبرني الحسين بن يحيى عن ابن أبي الأزهر عن حمّاد عن أبيه، وأخبرنا به يحيى بن عليّ عن أخيه أحمد بن عليّ عن عافية بن شبيب عن أبي جعفر الأسديّ عن إسحاق، قال يحيى خاصّة في خبره:
  قال إسحاق: حججت مع الرشيد، فلمّا قربت من مكة استأذنته في التقدّم فأذن لي، فدخلت مكة، فسألت عن أبي سعيد مولى فائد، فقيل لي: هو في المسجد الحرام. فأتيت المسجد فسألت عنه، فدللت عليه، فإذا هو قائم يصلَّي، فجئت فجلست قريبا منه. فلمّا فرغ قال لي: يا فتى، ألك حاجة؟ قلت: نعم، تغنّيني: «لقد طفت سبعا». هذه رواية يحيى بن عليّ. وأمّا الباقون فإنّهم ذكروا عن إسحاق أنّ المهديّ قال [هذا](٤) لأبي سعيد وأمره أن يغنّي له:
  /
  لقد طفت سبعا قلت لمّا قضيتها ... ألا ليت هذا لا عليّ ولا ليا
  / ورفق به وأدنى مجلسه، وقد كان نسك؛ فقال: أو أغنّيك يا أمير المؤمنين أحسن منه؟ قال: أنت وذاك. فغنّى(٥):
  إنّ هذا الطويل من آل حفص ... نشر المجد بعد ما كان ماتا
  وبناه على أساس وثيق ... وعماد قد أثبتت إثباتا
(١) في م: «بابن أبي شبة».
(٢) كذا في ح، م. وفي سائر الأصول: «يسوق» بالياء المثناة من تحت.
(٣) في م: «عبيد اللَّه بن عباس».
(٤) التكملة عنء، ط.
(٥) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «فقال».