كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عمران بن حطان ونسبه

صفحة 330 - الجزء 18

٨ - أخبار عمران بن حطان ونسبه

  نسبه

  هو عمران بن حطَّان، بن ظبيان بن لوذان، بن عمرو، بن الحارث، بن سدوس، بن شيبان، بن ذهل، ابن ثعلبة، بن عكابة، بن صعب، بن عليّ، بن بكر، بن وائل.

  من شعراء الشراة

  وقال ابن الكلبيّ: هو عمران، بن حطَّان، بن ظبيان، بن معاوية، بن الحارث، بن سدوس⁣(⁣١). ويكنى أبا شهاب⁣(⁣٢). شاعر فصيح من شعراء الشّراة⁣(⁣٣) ودعاتهم والمقدّمين في مذهبهم، وكان من القعدة⁣(⁣٤)؛ لأن عمره طال فضعف عن الحرب وحضورها، فاقتصر على الدّعوة والتحريض بلسانه.

  من رواة الحديث

  كان قبل أن يفتن بالشّراة مشتهرا بطلب العلم والحديث، ثم بلي بذلك المذهب فضلّ وهلك، لعنه اللَّه، وقد أدرك صدرا من الصحابة، وروى عنهم، وروى عنه أصحاب الحديث. فما روي عنه ما أخبرنا به محمد بن العباس اليزيديّ، قال: حدّثنا الرّياشيّ، قال: حدثنا أبو الوليد الطَّيالسيّ، عن أبي عمرو بن العلاء، عن أبي صالح بن سرح اليشكريّ، عن عمران بن حطَّان قال:

  كنت عند عائشة فتذاكروا القضاة، فقالت: قال رسول اللَّه : «يؤتى بالقاضي العدل، فلا يزال به ما يرى من شدّة الحساب، حتى يتمنى أنّه لم يقض بين اثنين في تمرة».

  وكان أصله من البصرة، فلما اشتهر بهذا المذهب طلبه الحجّاج، فهرب إلى الشأم، فطلبه عبد الملك، فهرب إلى عمان، وكان ينتقل إلى أن مات في تواريه.

  تزوج امرأة من الشراة فأضلته

  أخبرني محمّد بن عمران الصّيرفي، قال: حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ، قال: حدّثنا منيع بن أحمد السّدوسيّ، عن أبيه، عن جده، قال:

  كان عمران بن حطَّان من أهل السّنّة والعلم، فتزوّج امرأة من الشّراة من عشيرته، وقال: أردّها عن مذهبها إلى الحق، فأضلَّته وذهبت به.


(١) ف: ... بن ظبيان بن سعد بن معاوية بن سدوس».

(٢) في ب، بيروت، «المختار»: «ويكنى أبا سماك».

(٣) الشراة: الخوارج، سموا بذلك لقولهم: إننا شرينا أنفسنا في طاعة اللَّه، أي بعناها بالجنة حين فارقنا الأئمة الجائرة.

(٤) القعدة: العاجزون.