كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر مقتل الوليد بن طريف

صفحة 333 - الجزء 12

  ألا قاتل اللَّه الجثا حيث أضمرت ... فتى كان بالمعروف غير عفيف⁣(⁣١)

  فإن يك أراده يزيد بن مزيد ... فيا ربّ خيل فضّها وصفوف⁣(⁣٢)

  ألا يا لقوم⁣(⁣٣) للنّوائب والرّدى ... ودهر ملحّ بالكرام عنيف

  / وللبدر من بين الكواكب إذ هوى⁣(⁣٤) ... وللشّمس همّت بعده بكسوف⁣(⁣٥)

  أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنّك لم تحزن على ابن طريف⁣(⁣٦)

  / فتى لا يحبّ الزّاد إلَّا من التّقى ... ولا المال إلَّا من قنا وسيوف

  ولا الخيل إلَّا كلّ جرداء شطبة ... وكلّ حصان باليدين غروف⁣(⁣٧)

  فلا تجزعا يا ابني طريف فإنّني ... أرى الموت نزّالا⁣(⁣٨) بكلّ شريف

  فقدناك فقدان الرّبيع وليتنا ... فديناك من دهمائنا⁣(⁣٩) بألوف

  وهذه الأبيات تقولها أخت الوليد بن طريف ترثيه، وكان يزيد بن مزيد قتله.

  ذكر الخبر في ذلك

  مقتل الوليد بن طريف

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثنا محمد بن يزيد عن عمّه عن جماعة من الرّواة قال:


(١) في «حماسة البحتري» و «ابن الأثير»: «كيف أضمرت». وفي «معاهد التنصيص» و «وفيات الأعيان» و «حماسة البحتري»: «غير عيوف». والجثا: جمع جثوة «مثلثة الجيم» وهي ما يتجمع من حجارة أو تراب. وفي حديث عامر: «رأيت قبور الشهداء جثا» يعني أتربة مجموعة.

(٢) في «الوفيات» و «معاهد التنصيص» و «حماسة ابن الشجري» و «حماسة البحتري»:

فرب زحوف لفها بزحوف

وفي الأخير: «فضها».

(٣) في «معاهد التنصيص والوفيات»: «ألا يا لقومي».

(٤) في ف: «قد هوى».

(٥) في «معاهد التنصيص» و «الوفيات»: «لما أزمعت» بدل «همت بعده».

(٦) في ف و «الوفيات» و «معاهد التنصيص» وابن الأثير و «العقد الفريد»: «لم تجزع».

(٧) في «معاهد التنصيص» والوفيات:

ولا الدخر إلا كل جرداء صلدم ... معاودة للكر بين صفوف

وفي حماسة البحتري:

وأجرد عالي المنسجين غروف

والجرداء من الخيل: القصيرة الشعر. وقصر الشعر مما تمدح به الخيل. والشطبة (بالفتح وبكسر «من الخيل: السبطة اللحم، وقيل: هي الطويلة. وفي بعض الأصول:» عروف «بالعين المهملة، تصحيف. والغروف من الخيل: التي تغرف الجري غرفا فتنهب الأرض نهبا في سرعتها.

(٨) في معاهد التنصيص «و» الوفيات «و» حماسة البحتري «و» العقد الفريد «:» وقاعا.

(٩) في «الوفيات» و «معاهد التنصيص»: «من فتياننا». وفي «العقد الفريد»: «من ساداتنا». وفي «حماسة البحتري»:

فقدناه فقدان الربيع فليتنا ... فديناه ...

وفيها من هذه القصيدة أربعة وعشرون بيتا.