أخبار السري ونسبه
٨ - أخبار السري ونسبه
  نسبه:
  السريّ بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة الأنصاريّ، ولجده عويم بن ساعدة صحبة بالنبي، ﷺ.
  شعره وشخصه:
  والسريّ شاعر من شعراء أهل المدينة، وليس بمكثر ولا فحل، إلَّا أنه كان أحد الغزلين والفتيان والمنادمين على الشراب. كان هو وعتير بن سهل(١) بن عبد الرحمن بن عوف، وجبير بن أيمن، وخالد بن أبي أيوب الأنصاري يتنادمون. قال: وفيهم يقول:
  إذا أنت نادمت العتير وذا الندى ... جبيرا ونازعت(٢) الزّجاجة خالدا
  أمنت بإذن اللَّه أن تقرع العصا ... وأن ينبهوا من نومة السّكر راقدا
  غناه الغريض ثقيلا.
  وكان السريّ هذا هجا الأحوص، وهجا نصيبا؛ فلم يجيباه.
  يهجو النصيب فيهبه لقومه، وللَّه ورسوله:
  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال: حدّثني الزبير بن بكَّار قال: حدّثني عمي، وأخبرني الحسين بن يحيى المرداسي قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن ابن الكلبيّ قالا:
  حبس النّصيب في / مسجد النبي - ﷺ فأنشد، وكان إذا أنشد لوى حاجبيه، وأشار بيده، فرآه السريّ بن عبد الرحمن الأنصاريّ، فجاءه حتى وقف بإزائه ثم قال:
  فقدت الشعر حين أتى نصيبا ... ألم تستحي من مقت الكرام
  إذا رفع ابن ثوبة حاجبيه ... حسبت الكلب يضرب في الكعام(٣)
  / قال: فقال نصيب: من هذا! فقالوا: هذا ابن عويم الأنصاريّ، قال: قد وهبته للَّه ø ولرسوله ﷺ ولعويم بن ساعدة. قال: وكان لعويم صحبة ونصرة.
  يحب امرأة يقال لها زينب ويشبب بها:
  أخبرني الحرميّ قال: حدثنا الزبير قال: حدّثني عمي عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه العمريّ قال: كان السريّ قصيرا دميما أزرق، وكان يهوى امرأة يقال لها زينب ويشبّب بها، فخرج إلى البادية، فرآها في نسوة، فصار إلى راع
(١) ف: «سهيل».
(٢) مي، مج: «وعاطيت».
(٣) الكعام: الكمامة.