نسب الخنساء وخبرها وخبر مقتل أخويها صخر ومعاوية
٧ - نسب الخنساء وخبرها وخبر مقتل أخويها صخر ومعاوية
  نسب الخنساء:
  هي الخنساء بنت عمرو بن الحارث بن الشّريد بن رياح بن يقظة بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. واسمها تماضر.
  شعر دريد بن الصمة فيها:
  والخنساء لقب غلب عليها(١)، وفيها يقول دريد بن الصّمّة، وكان خطبها فردّته، وكان رآها تهنأ بعيرا:
  حيّوا تماضر واربعوا صحبي ... وقفوا فإنّ وقوفكم حسبي
  أخناس قد هام الفؤاد بكم ... وأصابه تبل من الحبّ
  ما إن رأيت ولا سمعت به ... كاليوم طالي أينق جرب
  متبذّلا تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النّقب
  قال أبو عبيدة ومحمّد بن سلَّام: لمّا خطبها دريد بعثت خادما لها(٢) وقالت: انظري إليه إذا بال، فإن كان بوله يخرق الأرض ويخدّ فيها ففيه بقيّة، وإن كان بوله يسيح على وجهها فلا بقيّة فيه. فرجعت إليها وأخبرتها، فقالت:
  لا بقية في هذا. فأرسلت إليه: ما كنت لأدع بني عمّي وهم مثل عوالي الرماح، وأتزوّج شيخا! فقال:
  وقاك اللَّه يا ابنة آل عمرو ... من الفتيان أشباهي ونفسي
  وقالت إنّني شيخ كبير ... وما نبّأتها أنّي ابن أمس
  فلا تلدي ولا ينكحك مثلي ... إذا ما ليلة طرقت بنحس
  تريد شرنبث القدمين شثنا ... يباشر بالعشية كلّ كرس(٣)
  / فقالت الخنساء تجيبه:
  معاذ اللَّه ينكحني حبركى ... يقال أبوه من جشم بن بكر(٤)
(١) ما عدا ط: «وقع عليها».
(٢) ما عدا ط، مب، مط: «خادمة لها».
(٣) شرنبث القدمين: غليظهما خشنهما. والشئن: الغليظ. الكرس كنى به عن بيت الخلاء، وأصل الكرس بالكسر: أبوال الإبل والغنم وأبعارها يتلبد بعضها على بعض في الدار.
(٤) الحبركى: الطويل الظهر القصير الرجلين. والألف في «حبركى» للإلحاق فينون، وجعلها بعضهم للتأنيث فيمنع الصرف. ط، ها:
«حبركا» بالتنوين. مب «حبرك» وهذه محرّفة.