كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أبيات من معلقة زهير

صفحة 442 - الجزء 10

  انقطع عنه محمد هذا مدة طويلة فكتب له شعرا يعاتبه:

  قال: وجاءه محمد بن عبيد اللَّه بعقب هذا شاكرا لتهنئته، ثم لم يعد إليه مدّة طويلة. فكتب إليه عبد اللَّه بن المعتزّ:

  قد جئتنا مرّة ولم تعد ... ولم تزر بعدها ولم تعد

  لست أرى واجدا بنا عوضا ... فاطلب وجرّب واستقص واجتهد

  ناولني حبل وصله بيد ... وهجره جاذبا له بيد

  فلم يكن بين ذا وذا أمد ... إلَّا كما بين ليلة وغد

  أبيات من معلقة زهير وشرحها:

  صوت

  أمن⁣(⁣١) أمّ أوفى دمنة لم تكلَّم ... بحومانة الدّرّاج فالمتثلَّم

  بها العين والآرام يمشين خلفة ... وأطلاؤها⁣(⁣٢) ينهضن من كلّ مجثم

  وقفت بها من بعد عشرين حجّة ... فلأيا عرفت الدار بعد توهمّ

  / فلمّا عرفت الدار قلت لربعها ... ألا عم صباحا أيّها الرّبع واسلم

  ومن يعص أطراف الزّجاج فإنّه ... يطيع العوالي ركَّبت كلّ لهذم

  ومن هاب أسباب المنيّة يلقها ... ولو رام أسباب السماء بسلَّم

  عروضه من الطويل. الحومانة، فيما ذكر الأصمعيّ، الأرض الغليظة، وجمعها حوامين. وقال غيره:

  الحومانة: ما كان دون الرّمل. والدّرّاج والمتثلَّم. موضعان. وروى أبو عمرو عن بعض ولد زهير «الدّرّاج» مضمومة الدال. والعين: البقر. والآرام⁣(⁣٣) تسكن الجبال. خلفة: يذهب فوج ويجيء فوج يخلفه مكانه.

  ويروى: مجثم ومجثم. فمن قال مجثم قال: جثم يجثم جثوما، ومن قال مجثم قال: جثم يجثم جثما، والَّلأي: البطء. الزّجاج: جمع زجّ. قال: وأصله أنّ القوم كانوا إذا أرادوا صلحا قلبوا زجاج الرماح إلى فوق، فإن أبوا إلَّا الحرب قلبوا الأسنّة. واللَّهذم: السّنان المحدّد؛ يقال رمح لهدم وسنان لهذم: حادّ. وأمّ أوفى:

  امرأة كانت لزهير فطلَّقها. وله في ذلك خبر يذكر بعد هذا.

  الشعر لزهير بن أبي سلمى. والغناء للغريض، ثاني ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر عن إسحاق في الأوّل والثاني من الأبيات. وفيها لبذل الكبيرة ثقيل أوّل بالبنصر. ولعلَّويه في الثالث والرابع ثقيل أوّل. ولإبراهيم ثاني ثقيل بالوسطى في الخامس والسادس. وفيهما ثقيل أوّل يقال إنه ليزيد حوراء:


(١) أمن أمّ أوفى: يريد أمن منازل أمّ أوفى.

(٢) الأطلاء: جمع طلا وهو ولد البقرة والظبية الصغير. وقوله ينهضن: يعني أنهن ينمن أولادهن إذا أرضعنهن ثم يرعين، فإذا ظنن أولادهن قد أنفدن ما في أجوافهن من اللبن صوتن بأولادهن فينهضن من مجاثمهن للأصوات ليرضعن. (عن شرح «ديوان زهير» للأعلم الشنتمري).

(٣) الآرام من الظباء: البيض الخالصة البياض، كما قال ذلك الأصمعي وأبو زيد. وفي «اللسان» أنها تسكن الرمال.