كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي زبيد ونسبه

صفحة 356 - الجزء 12

١١ - أخبار أبي زبيد ونسبه

  اسم أبي زبيد ونسبه

  هو حرملة بن المنذر، وقيل المنذر بن حرملة. والصحيح حرملة بن المنذر بن معد يكرب بن حنظلة بن النّعمان بن حيّة بن سعنة بن الحارث بن ربيعة بن مالك بن سكر بن هنئ بن عمرو بن الغوث بن طيّء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان.

  كان نصرانيا ومخضرما

  وكان أبو زبيد نصرانيا وعلى دينه مات. وهو ممن أدرك الجاهليّة والإسلام فعدّ⁣(⁣١) في المخضرمين.

  جعله ابن سلام في الطبقة الخامسة

  وألحقه ابن سلام بالطبقة الخامسة من الإسلاميّين، وهم العجير السّلوليّ وذووه⁣(⁣٢) وقد مضى أكثر أخباره مع أخبار الوليد بن عقبة بن أبي معيط⁣(⁣٣).

  كان من زوّار الملوك، وكان عثمان يقرّبه

  أخبرني أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحيّ إجازة قال: حدّثني محمد بن سلَّام الجمحيّ قال حدّثني أبو الغرّاف قال:

  كان أبو زبيد الطائيّ من زوّار الملوك وخاصّة ملوك العجم، وكان عالما بسيرهم. وكان عثمان بن عفّان رضي اللَّه تعالى عنه يقرّبه على ذلك ويدني مجلسه، وكان نصرانيّا. [فحضر ذات يوم عثمان وعنده المهاجرون والأنصار]⁣(⁣٤)، فتذاكروا مآثر العرب وأشعارها.

  استنشده عثمان فأنشده قصيدة فيها وصف الأسد

  قال: فالتفت عثمان إلى أبي زبيد وقال: يا أخا تبّع المسيح أسمعنا بعض قولك؛ فقد أنبئت أنّك تجيد.

  فأنشده قصيدته التي يقول فيها:

  من مبلغ قومنا النائين إذ شحطوا ... أنّ الفؤاد إليهم شيّق ولع⁣(⁣٥)

  / ووصف [فيها]⁣(⁣٦) الأسد. فقال عثمان رضي اللَّه تعالى عنه: تاللَّه تفتأ تذكر الأسد ما حييت. واللَّه إنّي


(١) كذا في ف. وفي سائر الأصول: «فعده» تحريف.

(٢) هم العجير بن عبد اللَّه السلولي، وعبد اللَّه بن همام السلولي، ونافع بن لقيط الأسدي. (انظر «طبقات ابن سلام» ص ١٣٢).

(٣) أخبار الوليد في الجزء الخامس من هذه الطبعة (ص ١٢٢ وما بعدها).

(٤) زيادة عن «طبقات ابن سلام» (ص ١٣٣).

(٥) شحطوا: بعدوا. وشيق: مشتاق.

(٦) زيادة عن «طبقات ابن سلام» (ص ١٣٣)،