ذكر الخبر في سرية زيد بن حارثة
٢٧ - [ذكر الخبر في(١) سرية زيد بن حارثة]
  أخبرني الحسن بن عليّ الخفاف، قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا محمد بن سعد، عن الواقديّ، قال:
  كان سبب هذه الغزوة أنّ قريشا قالت: قد عوّر علينا محمد متجرنا(٢)، وهو على طريقنا. وقال أبو سفيان وصفوان بن أمية: إن أقمنا بمكة أكلنا رؤوس أموالنا. فقال زمعة(٣) بن الأسود: وأنا أدلَّكم على رجل يسلك بكم النّجدة(٤)، ولو سلكها مغمض العين لاهتدى. فقال صفوان: من هو؟ قال: فرات بن حيّان العجليّ، فاستأجراه، فخرج بهم في الشتاء، فسلك بهم ذات عرق، ثم سلك بهم على غمرة، فانتهى إلى النبيّ ﷺ خبر العير، فخرج وفيها مال كثير، وآنية من فضّة حملها صفوان بن أمية.
  فخرج زيد بن حارثة فاعترضها، فظفر بالعير، وأفلت أعيان القوم، وكان الخمس عشرين ألفا، فأخذه رسول اللَّه ﷺ فقسّم الأربعة الأخماس على السّرية(٥)، وأتى بفرات بن حيّان العجليّ أسيرا، فقيل له: إن أسلمت لم يقتلك رسول اللَّه ﷺ. فلما دعا به رسول اللَّه ﷺ أسلم، فأرسله.
  حدثنا محمد بن جرير الطبريّ، قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق في خبر هذه السرية بمثل رواية الواقديّ، وزاد فيها فيما رواه:
  إن قريشا لما خافت طريقها إلى الشام أخذت على طريق العراق، وذكر أنّ الوقعة كانت على القردة(٦): ماء من مياه نجد.
  إبراهيم بن هشام يكتب إلى هشام بن عبد الملك بدعوة بني مخزوم
  أخبرني حرميّ بن أبي العلاء، / قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني يعقوب بن محمد الزهريّ، قال:
  كتب إبراهيم بن هشام إلى هشام بن عبد الملك: إن رأى أمير المؤمنين إذا فرغ من دعوة أعمامه بني عبد مناف أن يبدأ بدعوة أخواله بني مخزوم. فكتب: إن رضي بذلك آل الزبير فافعل. فلما فرغ من إعطاء بني عبد مناف نادى مناديه ببني مخزوم، فناداه عثمان بن عروة، وقال(٧):
(١) في النسخ: «ذكر الخبر في ذلك.
(٢) عور علينا متجرنا: عرضه للضياع.
(٣) كذا في ما، والطبري وفي ب، س: «ربيعة».
(٤) كذا في ما وهو الصواب.
(٥) كذا في م وهو الوجه.
(٦) ضبطه ابن الفرات بالفاء وكسر الراء المهملة (معجم البلدان ونهاية الأرب).
(٧) هو لحسان بن ثابت.