13 - أخبار سليم
١٣ - أخبار سليم
  انقطع إلى إبراهيم الموصلي وهو أمرد فأحبه وعلمه:
  هو سليم بن سلَّام الكوفيّ، ويكنى أبا عبد اللَّه. وكان حسن الوجه حسن الصوت. وقد انقطع وهو أمرد إلى إبراهيم الموصليّ، فمال إليه وتعشّقه، فعلَّمه وناصحه، فبرع وكثرت روايته، وصنع فأجاد. وكان إسحاق يهجوه ويطعن عليه. واتّفق له اتفاق سئ: كان يخدم الرشيد فيتّفق مع ابن جامع وإبراهيم وابنه إسحاق وفليح ابن العوراء وحكم الواديّ فيكون بالإضافة إليهم كالساقط. وكان من أبخل الناس، فلما مات خلَّف جملة عظيمة وافرة من المال؛ فقبضها السلطان عنه.
  سأل الرشيد برصوما عنه وعن أربعة من المغنين فأجابه:
  أخبرنا يحيى بن عليّ بن يحيى عن أبيه:
  أن إسحاق قال في سليم:
  سليم بن سلَّام على برد خلقه ... أحرّ غناء من حسين بن محرز
  وأخبرنا إسماعيل بن يونس قال حدّثنا عمر بن شبّة عن إسحاق، وأخبرنا يحيى بن عليّ عن أبيه عن إسحاق:
  أنّ الرشيد قال لبرصوما الزامر وكانت فيه لكنة ما تقول في ابن جامع؟ قال: زقّ من أسل (يريد من عسل).
  قال: فإبراهيم؟ قال: بستان فيه فاكهة وريحان وشوك. قال: فيزيد حوراء؟ قال: ما أبيد أسنانه! (يريد ما أبيض).
  قال: فحسين بن محرز؟ قال: ما أهسن خظامه(١)! (يريد ما أحسن خضابه). قال: فسليم بن سلَّام؟ قال: ما أنظف ثيابه!.
  نصحه برصوما في موضع غناء فضحك الرشيد:
  قال إسماعيل بن يونس في خبره عن عمر بن شبّة عن إسحاق:
  / وغنّى سليم يوما وبرصوما يزمر عليه بين يدي الرشيد، فقصّر سليم في موضع صيحة، فأخرج برصوما الناي من فيه ثم صاح به وقال له: يا أبا عبد اللَّه، صيهة(٢) أشدّ من هذا، صيهة(٢) أشدّ من هذا؛ فضحك الرشيد حتى استلقى. قال: وما أذكر أني ضحكت قطَّ أكثر من ذلك اليوم.
(١) في ح: «حضابه».
(٢) كذا في ب، س.