كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار كعب بن زهير

صفحة 57 - الجزء 17

٦ - أخبار كعب بن زهير

  نسب أم كعب

  كعب بن زهير بن أبي سلمى المزنيّ، وقد تقدم خبر أبيه⁣(⁣١) ونسبه. وأمّ كعب امرأة من بني عبد اللَّه بن غطفان يقال لها كبشة بنت عمّار بن عدىّ بن سحيم، وهي أمّ سائر أولاد زهير.

  وهو من المخضرمين، ومن فحول الشّعراء.

  وسأله الحطيئة أن يقول شعرا يقدّم فيه نفسه، ثم يثنّي به بعده، ففعل.

  الحطيئة راوية زهير يسأله أن يذكره في شعره

  أخبرنا أبو خليفة، عن محمد بن سلَّام، وأخبرني محمد بن الحسن بن دريد عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، قالا:

  أتى الحطيئة كعب بن زهير - وكان الحطيئة راوية زهير وآل زهير - فقال له: يا كعب، قد علمت روايتي لكم أهل البيت وانقطاعي إليكم، وقد ذهب الفحول غيري وغيرك، فلو قلت شعرا تذكر فيه نفسك وتضعني موضعا بعدك! وقال أبو عبيدة في خبره: تبدأ بنفسك فيه وتثنّي بي؛ فإنّ الناس لأشعاركم أروى، وإليها أسرع، فقال كعب⁣(⁣٢):

  فمن للقوافي شانها من يحوكها ... إذا ما ثوى كعب وفوّز جزول⁣(⁣٣)

  يقول فلا تعيا بشيء يقوله ... ومن قائليها من يسيء ويعمل⁣(⁣٤)

  / كفيتك لا تلقى من الناس واحدا ... تنخّل منها مثل ما يتنخّل⁣(⁣٥)

  يثقّفها حتى تلين متونها ... فيقصر عنها كلّ ما يتمثّل⁣(⁣٦)

  يجيز نصف بيت عجز عنه النابغة

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ وحبيب بن نصر المهلَّبيّ، قالا: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدثنا علي بن الصباح، عن هشام، عن إسحاق بن الجصّاص، قال:

  قال زهير بيتا ونصفا ثم أكدى⁣(⁣٧)، فمرّ به النّابغة، فقال له: أبا أمامة، أجز، فقال: وما قلت؟ قال: قلت⁣(⁣٨):


(١) في الجزء التاسع صفحة ١٣٩ وما بعدها.

(٢) سبقت هذه الأبيات في الأغاني ٢: ١٦٥، وهي في ديوان كعب ٥٢٩.

(٣) فوّز الرجل: إذا قضى نحبه. شانها: جاء بها شائنة معينة. وجرول، هو الحطيئة.

(٤) في س: «ويعجل»، والمثبت ما في أوالديوان. ويعمل، أي يتصنع ويتكلف.

(٥) في الديوان: «مثل ما أتنخل». وتنخل: اصطفى واختار.

(٦) تمثل هذا البيت، وتمثل به: ضربه مثلا.

(٧) أكدى، يريد: امتنع عليه القول فلم يستطع إتمام البيتين.

(٨) «الموشح» ٥٧.