كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار جعيفران ونسبه

صفحة 340 - الجزء 20

٧ - أخبار جعيفران ونسبه

  نسبه ونشأته:

  هو جعيفران بن عليّ بن أصفر بن السريّ بن عبد الرحمن الأبناويّ، من ساكني سرّ من رأى، ومولده ومنشؤه ببغداد. وكان أبوه من أبناء الجند الخراسانية، وكان يتشيّع، ويكثر لقاء أبي الحسن عليّ بن موسى بن جعفر.

  كان شاعرا مطبوعا ثم اختلط:

  أخبرني بذلك أبو الحسن عليّ بن العباس بن أبي طلحة الكاتب عن أبيه وأهله.

  وكان جعيفران أديبا شاعرا مطبوعا، وغلبت عليه المرّة السوداء، فاختلط وبطل في أكثر أوقاته ومعظم أحواله، ثم كان إذا أفاق ثاب إليه عقله وطبعه، فقال الشعر الجيد. وكان أهله يزعمون أنه من العجم ولد أذين.

  خالف أباه إلى جارية له فطرده:

  فأخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال: حدّثني محمد بن مهريه قال: حدّثني عليّ بن سليمان النّوفليّ قال:

  حدّثني صالح بن عطية قال:

  كان لجعيفران الموسوس قبل أن يختلط عقله أب يقال له: عليّ بن أصفر، وكان دهقان الكرخ ببغداد، وكان يتشيّع، فظهر على ابنه جعيفران أنه خالفه إلى جارية له سرّية، فطرده عن داره.

  يشكوه أبوه إلى موسى بن جعفر فيأمره بإخراجه من ميراثه:

  وحجّ فشكا ذلك إلى موسى بن جعفر، فقال له موسى: إن كنت صادقا عليه فليس يموت حتى يفقد عقله، وإن كنت قد تحققت ذلك عليه فلا تساكنه في منزلك، ولا تطعمه شيئا من مالك في حياتك، وأخرجه عن ميراثك بعد وفاتك.

  فقدم فطرده، وأخرجه من منزله، وسأل الفقهاء عن حيلة يشهد بها في ماله حتى يخرجه عن ميراثه، فدلَّوه على السبيل إلى ذلك، فأشهد به، وأوصى إلى رجل. فلما مات الرجل حاز ميراثه ومنع منه جعيفران، فاستعدى عليه أبا يوسف القاضي، فأحضر الوصيّ، / وسأل جعيفران البينة على نسبه وتركة أبيه، فأقام على ذلك بينة عدة، وأحضر الوصيّ بيّنة عدولا على الوصية يشهدون على أبيه ما كان احتال به عليه.

  فلم ير أبو يوسف ذلك شيئا، وعزم على أن يورّثه، فدفعه الوصيّ عن ذلك مرات بعلل. ثم عزم أبو يوسف على أن يسجّل لجعيفران بالمال، فقال له الوصيّ: أيها القاضي، أنا أدفع هذا بحجة واحدة بقيت عندي، فأبى أبو يوسف أن يقبل منه، وجعل جعيفران يحرّج عليه، ويقول له: قد ثبت عندك أمري، فبأي شيء تدافعني؟ وجعل الوصيّ يسأله أن يسمع منه منفردا، فيأبي، ويقول: لا أسمع منك إلَّا بحضرة خصمك. فقال له أجّلني إلى غد،