أخبار محمد بن كناسة ونسبه
٢٢ - أخبار محمّد بن كناسة ونسبه
  هو محمّد بن كناسة، واسم كناسة عبد اللَّه بن عبد الأعلى بن عبيد اللَّه بن خليفة بن زهير بن نضلة بن أنيف بن مازن بن صهبان - واسم صهبان كعب - بن دويبة(١) بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة؛ ويكنى أبا يحيى. شاعر من شعراء الدولة العباسية، كوفي المولد والمنشأ، قد حمل عنه شيء من الحديث؛ وكان إبراهيم بن أدهم الزاهد خاله، وكان امرأ صالحا لا يتصدّى لمدح ولا لهجاء؛ وكانت له جارية شاعرة مغنية يقال لها دنانير؛ وكان أهل الأدب وذوو المروءة يقصدونها للمذاكرة والمساجلة في الشعر.
  ما قاله ابن كناسة في إبراهيم بن أدهم
  أخبرني محمّد بن خلف وكيع قال حدّثني إبراهيم بن أبي عثمان قال حدّثني مصعب الزّبيري قال:
  قلت لمحمد بن كناسة الأسدي ونحن بباب أمير المؤمنين: أأنت الَّذي تقول في إبراهيم بن أدهم العابد:
  رأيتك ما يغنيك ما دونه الغنى ... وقد كان يغنى دون ذاك ابن أدهما
  وكان يرى الدنيا صغيرا عظيمها ... وكان لحقّ اللَّه فيها معظَّما
  وأكثر ما تلقاه في القوم صامتا ... فإن قال بذ القائلين وأحكما
  فقال محمّد بن كناسة: أنا قلتها وقد تركت أجودها. فقال:
  أهان الهوى حتى تجنّبه الهوى ... كما اجتنب الجاني الدّم الطالب الدّما
  رأي ابن كناسة في حديثه
  أخبرني محمّد بن خلف بن المرزبان قال حدّثني عليّ بن مسرور العتكي(٢) قال حدّثني أبي قال قال ابن كناسة:
  / لقد كنت أتحدّث بالحديث فلو لم يجد سامعه إلا القطن الَّذي على وجه أمه في القبر لتعلَّل عليه حتى يستخرجه ويهديه إليّ، وأنا اليوم أتحدّث بذلك الحديث فما أفرغ منه حتى أهيّء له عذرا.
  ابن كناسة يداعب جويرية
  أخبرني محمّد بن خلف بن المرزبان إجازة قال حدّثنا ابن أبي سعد قال حدّثني عبيد اللَّه بن يحيى بن فرقد قال سمعت محمّد بن كناسة يقول:
  كنت في طريق الكوفة، فإذا أنا بجويرية تلعب بالكعاب(٣) كأنها قضيب بان، فقلت لها: أنت أيضا لو ضعت لقالوا ضاعت جارية، ولو قالوا ضاعت ظبية كانوا أصدق. فقالت: ويلي عليك يا شيخ! وأنت أيضا تتكلم بهذا الكلام؟ فكسفت واللَّه إلى بالي ثم تراجعت فقلت:
(١) كذا ورد في الأصول. ولعلها «رويبه» بالراء.
(٢) في ج: «العسكري».
(٣) الكعاب: فصوص النرد.