أخبار الفضل بن العباس اللهبي ونسبه
  ٩ - أخبار الفضل بن العباس الهبي ونسبه
  اسمه ونسبه
  الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. وكان أحد شعراء بني هاشم المذكورين وفصحائهم. وكان شديد الأدمة. ولذلك قال:
  وأنا الأخضر من يعرفني
  وهو هاشميّ الأبوين؛ وأمه بنت العباس بن عبد المطلب.
  أخبرني بذلك محمد بن العباس اليزيديّ، عن عمه عبيد اللَّه، عن ابن حبيب. وإنما أتاه السواد من قبل أمه:
  جدته(١)، وكانت حبشية.
  وكان النبيّ ﷺ زوج عتبة إحدى بناته. فلما بعثه اللَّه تعالى نبيا، أقسمت عليه أم جميل أن يطلقها. فجاء إلى النبي ﷺ، فقال: يا محمد، أشهد من حضر أني(٢) قد كفرت بربك، وطلقت ابنتك. فدعا عليه رسول اللَّه ﷺ أن يبعث اللَّه عليه كلبا من كلابه يقتله. فبعث اللَّه ø عليه أسدا فافترسه(٣).
  قتل السبع عتبة بدعوة النبي عليه
  أخبرني الحسن بن القاسم البجليّ الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن المعلَّى قال: حدّثني الوليد بن وهب، عن أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة قال:
  لما نزلت: {والنَّجْمِ إِذا هَوى}(٤)، قال عتبة للنبيّ ﷺ أنا أكفر برب النجم إذا هوى. فقال رسول اللَّه ﷺ:
  اللهم أرسل عليه كلبا من كلابك. قال: فقال ابن عباس: فخرج إلى الشأم في ركب فيهم هبّار بن الأسود، حتى إذا كانوا بوادي الغاضرة، وهي مسبعة، نزلوا ليلا، فافترشوا صفا واحدا، فقال عتبة: أتريدون أن تجعلوني حجرة؟ لا، واللَّه، لا أبيت إلا وسطكم. / فباب وسطهم. قال هبار: فما أنبهني إلا السبع يشمّ رؤوسهم رجلا رجلا، حتى انتهى
(١) جدته: بدل من أمه.
(٢) كذا في ف، مب. وفي الأصول: أشهد أني نصراني: تحريف.
(٣) خالف بعض المؤرخين أبا الفرج فيمن أكله الأسد، وصرحوا بأنه عتيبة بن أبي لهب، لاعتبة. قال السهيلي في «الروض الأنف» (٢: ٨١): وكانت رقية بنت رسول اللَّه ﷺ تحت عتبة بن أبي لهب، وأم كلثوم تحت عتيبة. فطلقاهما بعزم أبيهما عليهما وأمهما، حين نزلت: {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ}. فأما عتيبة فدعا عليه النبي ﷺ أن يسلط اللَّه عليه كلبا من كلابه، فافترسه الأسد من بين أصحابه، وهم نيام حوله. وأما عتبة ومعتب ابنا أبي لهب فأسلما، ولهما عقب.
(٤) سورة النجم آية: ١.