كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الشمردل ونسبه

صفحة 236 - الجزء 13

٢٤ - أخبار الشمردل ونسبه

  نسبه

  الشّمردل بن شريك بن عبد الملك بن رؤبة بن سلمة بن مكرم بن ضبارى⁣(⁣١) بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع. وهو شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية، كان في أيام جرير والفرزدق.

  خروجه وإخوته إلى خراسان وهجاؤه وكيع بن أبي سود لإنفاذهم في وجوه مختلفة

  أخبرني أبو دلف هاشم بن محمّد الخزاعي، قال: حدّثنا أبو غسان دماذ واسمه رفيع بن سلمة عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال:

  كان الشمردل بن شريك شاعرا من شعراء بن تميم في عهد جرير والفرزدق، وقد خرج هو وإخوته حكم ووائل وقدامة إلى خراسان مع وكيع بن أبي سود، فبعث وكيع أخاه وائلا في بعث لحرب الترك، وبعث أخاه قدامة إلى فارس في بعث آخر، وبعث أخاه حكما في بعث إلى سجستان، فقال له / الشمردل: إن رأيت أيها الأمير أن تنفذنا معا في وجه واحد، فإنا إذا اجتمعنا تعاونّا وتناصرنا وتناسبنا⁣(⁣٢). فلم يفعل ما سأله، وأنفذهم إلى الوجوه الَّتي أرادها، فقال الشمردل يهجوه، وكتب بها إلى أخيه حكم مع رجل من بني جشم⁣(⁣٣) بن أدّ بن طابخة:

  إني إليك إذا كتبت قصيدة ... لم يأتني لجوابها مرجوع

  أيضيعها الجشميّ فيما بيننا ... أم هل إذا وصلت إليك تضيع

  ولقد علمت وأنت عنّي نازح ... فيما أتى كبد الحمار وكيع

  وبنو غدانة كان معروفا لهم ... أن يهضموا ويضيمهم يربوع

  وعمارة العبد المبيّن إنه ... واللؤم في بدن القميص جميع

  رثاؤه لأخويه قدامة ووائل

  قال أبو عبيدة: ولم ينشب⁣(⁣٤) أن جاءه نعي أخيه قدامة من فارس؛ قتله جيش لقوهم بها، ثم تلاه نعي أخيه وائل بعده بثلاثة أيام، فقال يرثيهما:

  أعاذل كم من روعة قد شهدتها ... وغصّة حزن في فراق أخ جزل⁣(⁣٥)

  إذا وقعت بين الحيازيم أسدفت ... عليّ الضحى حتى تنسّيني أهلي⁣(⁣٦)


(١) في س، ب: «ضاري».

(٢) في ح: «تناسينا».

(٣) في ح: «بني حميسس».

(٤) لم ينشب: لم يلبث.

(٥) الروعة: الفزعة. والجزل: الكريم العطاء، والعاقل الأصيل الرأي.

(٦) الحيازيم جمع الحيزوم هو ما استدار بالظهر والبطن أو ضليع الفؤاد وما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر. أسدفت: أظلمت في لغة تميم، والشمردل تميمي.