كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

5 - أخبار أحمد النصبي ونسبه

صفحة 334 - الجزء 6

٥ - أخبار أحمد النّصبي ونسبه

  نسبه، وهو مغن طنبوري كان ينادم عبيد اللَّه بن زياد:

  النّصبيّ هو صاحب الأنصاب. وأوّل من غنّى بها وعنه أخذ النّصب⁣(⁣١) في الغناء هو أحمد بن أسامة الهمداني، من رهط الأعشى الأدنين. ولم أجد نسبه متّصلا فأذكره. وكان يغني بالطَّنبور في الإسلام. وكان، فيما يقال، ينادم عبيد اللَّه بن زياد سرّا ويغنّيه. وله صنعة كثيرة حسنة لم يلحقها أحد من الطَّنبوريّين ولا كثير ممّن يغنّي بالعود.

  حديث جحظة عنه:

  وذكره جحظة في كتاب الطَّنبوريين فأتى من ذكره بشيء ليس من جنس أخباره ولا زمانه، وثلبه فيما ذكره.

  وكان مذهبه - عفا اللَّه عنا وعنه - في هذا الكتاب أن يثلب جميع من ذكره من أهل صناعته بأقبح ما قدر عليه، وكان يجب عليه ضدّ هذا، لأن من انتسب إلى صناعة، ثم ذكر متقدّمي أهلها، كان الأجمل به أن يذكر محاسن أخبارهم وظريف قصصهم ومليح ما عرفه منهم لا أن يثلبهم بما لا يعلم وما يعلم. فكان فيما قرأت عليه من هذا الكتاب أخبار أحمد النّصبي، وبه صدّر كتابه فقال: أحمد النّصبي أوّل من غنّى الأنصاب على الطنبور وأظهرها وسيّرها؛ ولم يخدم خليفة ولا كان له شعر ولا أدب.

  كان بخيلا مرابيا ومات بفالوذجة حارة:

  وحدّثني جماعة من الكوفيّين أنه لم يكن بالكوفة أبخل منه مع يساره، وأنه⁣(⁣٢) كان يقرض الناس بالرّبا⁣(⁣٣)، وأنه اغتصّ في دعوة دعي إليها بفالوذجة حارّة فبلعها فجمعت / أحشاءه فمات. وهذا كلَّه / باطل. أما الغناء فله منه صنعة في الثقيل الأول وخفيف الثقيل والثقيل الثاني، ليس لكثير⁣(⁣٤) أحد مثلها. منها الصوت الذي تقدّم ذكره وهو قوله:

  حيّيا خولة منّي بالسلام

  ومنها:

  سلبت الجواري حليهنّ فلم تدع ... سوارا ولا طوقا على النحر مذهبا


(١) النصب: ضرب من الغناء أرق من الحداء.

(٢) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «مع أنه كان ... إلخ».

(٣) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «بعينة» والعينة (بالكسر): الربا.

(٤) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «لكبير» وهو تصحيف.