كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر علي بن أديم وخبره

صفحة 176 - الجزء 15

١٦ - ذكر علي بن أديم⁣(⁣١) وخبره

  حب علي بن أديم لمنهلة وشهرته بذلك

  هو رجل من تجار أهل الكوفة كان يبيع البزّ، وكان متأدّبا صالح الشّعر، يهوى جارية يقال لها منهلة، واستهيم⁣(⁣٢) بها مدّة ثم بيعت فمات أسفا عليها. وله حديث طويل معها في كتاب مفرد مشهور، صنعه أهل الكوفة⁣(⁣٣) لهما، فيه ذكر قصصهما وقتا وقتا، وما قال فيها من الأشعار. وأمرهما متعالم عند العامّة، وليس مما يصلح الإطالة به.

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قال: حدّثني محمد بن داود بن الجراح⁣(⁣٤) قال حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: قال دعبل بن علي:

  كان بالكوفة رجل يقال له عليّ بن أديم، وكان يهوى جارية لبعض أهلها، فتعاظم أمره وبيعت الجارية فمات جزعا عليها، وبلغها خبره فماتت.

  قال: وحدّثني بعض أهل الكوفة أنّه علقها وهي صبية تختلف⁣(⁣٥) إلى الكتاب، فكان يجئ إلى ذلك المؤدّب فيجلس عنده لينظر إليها، فلما أن بلغت باعها مواليها لبعض الهاشميين، فمات جزعا عليها. قال: وأنشدني له أيضا:

  صوت

  صاحوا الرّحيل وحثّني صحببي ... قالوا الرواح فطيّروا لبّي

  واشتقت شوقا كاد يقتلني ... والنفس مشرفة على نحب⁣(⁣٦)

  لم يلق عند البين ذو كلف ... يوما كما لاقيت من كرب


(١) هذا ما في ط في كل موضع ورد فيه الاسم من هذه الترجمة. وط هذه هي أوثق نسخ «الأغاني» وأصحها على الإطلاق. وتوافقها في هذا نسخة أ، ها، مب، وهي تلي ط في الجودة. وفي سائر النسخ «آدم». وقد جاء على الصواب في «فهرست ابن النديم» ٣٠٦ ليبسك ٤٢٦ في أسماء العشاق من سائر الناس: «كتاب علي بن أديم ومنهلة».

(٢) كذا على الصواب في ح. وفي سائر النسخ: «استهام» محرف.

(٣) ما عدا ح: «صنفه».

(٤) أ: «عمر بن داود بن الجراح».

(٥) ح: «تتحلف»، وفي سائر النسخ: «فتختلف»، والوجه ما أثبت.

(٦) النحب: الموت.