كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار خالد الكاتب

صفحة 399 - الجزء 20

١٤ - أخبار خالد الكاتب⁣(⁣١)

  وطنه وأصله وسبب إصابته بالوسواس:

  هو خالد بن يزيد، ويكنى أبا الهيثم، من أهل بغداد، وأصله من خراسان، وكان أحد كتاب الجيش.

  ووسوس في آخر عمره، قيل إن السّوداء غلبت عليه، وقال قوم: كان يهوى جارية لبعض الوجوه ببغداد فلم يقدر عليها، وولَّاه محمد بن عبد الملك الإعطاء في الثغور، فخرج فسمع في طريقه منشدا ينشد، ومغنّية تغنّي:

  من كان ذا شجن بالشام يطلبه ... ففي سوى الشام أمسى الأهل والشجن

  فبكى حتى سقط على وجهه مغشيا عليه، ثم أفاق مختلطا. واتصل ذلك حتى وسوس وبطل.

  كيف اتصل بعلي بن هشام وإبراهيم بن المهدي؟:

  وكان اتصل بعليّ بن هشام⁣(⁣٢) وإبراهيم بن المهدي وكان سبب اتصاله بعليّ بن هشام⁣(⁣٢) أنه صحبه في وقت خروجه إلى قمّ، في جملة كتّاب الإعطاء، فبلغه وهو في طريقه أن خالدا يقول الشعر، فأنس به وسرّ به، وأحضره⁣(⁣٣) فأنشده قوله:

  يا تارك الجسم بلا قلب ... إن كنت أهواك فما ذنبي؟

  يا مفردا بالحسن أفردتني ... منك بطول الهجر والعتب

  إن تك عيني أبصرت فتنة ... فهل على قلبي من عتب⁣(⁣٤)

  حسيبك اللَّه لما بي كما ... أنك في فعلك بي حسبي

  / للمسدود في هذه الأبيات رمل طنبوري مطلق من رواية الهشامي، قال: فجعله علي بن هشام في ندمائه إلى أن قتل.

  كيف اتصل بالمعتصم؟:

  ثم صحب الفضل بن مروان، فذكره للمعتصم وهو بالماحوزة⁣(⁣٥) قبل أن يبني سرّ من رأى، فقال خالد:

  عزم السرور على المقا ... م بسرّ من را للإمام

  بلد المسرّة والفتو ... ح المستنيرات العظام

  وتراه أشبه منزل ... في الأرض بالبلد الحرام

  فاللَّه يعمره بمن ... أضحى به عزّ الأنام


(١) هذه الترجمة لم ترد في بولاق، وتوجد في ملحق برنو، وموضعها هنا على حسب المخطوطات المعتمدة.

(٢) (٢) زيادة من م: هد، يستقيم بها المعنى، وفي «المختار» مكانها: «وذلك».

(٣) في «المختار»: «فأحضره فاستنشده».

(٤) في «المختار»: «ذنب».

(٥) الماحوزة: موضع قرب سامرا.