كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علي بن الجهم ونسبه

صفحة 383 - الجزء 10

٩ - أخبار عليّ بن الجهم ونسبه

  نسبه ونسب قبيلته بني سامة:

  هو عليّ بن الجهم بن بدر بن الجهم بن مسعود بن أسيد بن أذينة بن كرّاز بن كعب بن مالك⁣(⁣١) بن عيينة⁣(⁣٢) بن جابر بن الحارث⁣(⁣٣) بن عبد البيت بن الحارث بن سامة بن لؤيّ بن غالب. هكذا يدّعون، وقريش تدفعهم عن النّسب وتسمّيهم بني ناجية، ينسبون إلى أمّهم ناجية، وهي امرأة سامة بن لؤيّ. وكان سامة، فيما يقال، خرج إلى ناحية البحرين مغاضبا لأخيه كعب بن لؤيّ في مماظَّة⁣(⁣٤) كانت بينهما، فطأطأت ناقته رأسها إلى الأرض لتأخذ شيئا من العشب، فعلق بمشفرها أفعى فعطفته على قتبها فحكَّته به، فدبّ الأفعى على القتب حتى نهش ساق سامة فقتله. فقال أخوه يرثيه⁣(⁣٥):

  عين جودي لسامة بن لؤيّ ... علفت ساق ساقه العلَّاقه⁣(⁣٦)

  ربّ كأس هرقتها ابن لؤيّ ... حذر الموت لم تكن مهراقه

  وقال من يدفع بني سامة من نسّابي قريش: وكانت معه امرأته ناجية. فلمّا مات تزوّجت رجلا من أهل البحرين فولدت منه الحارث، ومات أبوه وهو صغير. فلمّا ترعرع طمعت أمّه في أن تلحقه بقريش، فأخبرته أنه ابن سامة بن لؤيّ. فرحل / من البحرين⁣(⁣٧) إلى عمّه / كعب وأخبره أنه ابن أخيه سامة. فعرف كعب أمّه وظنّه صادقا في دعواه. ومكث عنده مدّة، حتى قدم مكة ركب من أهل البحرين، فرأوا الحارث فسلَّموا عليه وحادثوه ساعة. فسألهم عنه كعب بن لؤيّ ومن أين يعرفونه، فقالوا له: هذا ابن رجل من أهل بلدنا يقال له فلان، وشرحوا له خبره. فنفاه كعب ونفى أمّه، فرجعا إلى البحرين فكانا هناك، وتزوّج الحارث وأعقب هذا العقب.

  وروي عن النبيّ أنه قال: «عمّي سامة لم يعقب». وكان بنو ناجية ارتدّوا عن الإسلام. ولما ولي عليّ بن أبي طالب ¥ الخلافة دعاهم إلى الإسلام؛ فأسلم بعضهم وأقام الباقون على الرّدّة فسباهم واسترقّهم؛ فآشتراهم مصقلة⁣(⁣٨) بن هبيرة منه وأدّى ثلث ثمنهم وأشهد بالباقي على نفسه، ثم أعتقهم وهرب من تحت ليله إلى


(١) في «ابن خلكان»: «بن كعب بن جابر بن مالك».

(٢) في «ابن خلكان»: «عتبة».

(٣) في «ابن خلكان»: ... ابن الحارث بن قطن بن خديج بن قطن بن أحزم بن ذهل بن عمرو بن مالك بن عبيدة بن الحارث بن سامة ... إلخ».

(٤) المماظة: المخاصمة والمنازعة.

(٥) ورد في «لسان العرب» (في مادّة «فوق») أن امرأة رجل من الأزد هي التي قالت هذا الشعر ترثيه وكان سامة نزل على زوجها ضيفا.

فلما أصبح قعد يستن، فنظرت إليه زوجة الأزدي فأعجبها. فلما رمى سواكه أخذتها فمصتها. فنظر إليها زوجها، فحلب ناقة وجعل في حلابها سما وقدّمه إلى سامة، فغمزته المرأة فهراق اللبن وخرج يسير. فبينا كان في موضع يقال له جوف الخميلة نهشه أفعى، كما جاء في الأصل. وانظر بقية هذا الشعر في «لسان العرب».

(٦) العلاقة: في الأصل المنية. ويريد هنا الحية.

(٧) في الأصول: «من أهل البحرين».

(٨) انظر هذه القصة مفصلة في الطبري ق ١ ص ٣٤٣٩ - ٣٤٤٢).