كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر عمرو بن بانة

صفحة 178 - الجزء 15

١٧ - ذكر عمرو بن بانة

  نسبه وغناؤه

  هو عمرو بن محمد بن سليمان بن راشد، مولى ثقيف. وكان أبوه صاحب ديوان ووجها من وجوه الكتّاب، وينسب إلى أمّه بانة [بنت روح]⁣(⁣١) القحطبية⁣(⁣٢). وكان مغنّيا محسنا، وشاعرا صالح الشعر، وصنعته صنعة متوسّطة، النادر منها ليس بالكثير⁣(⁣٣)، وكان يقعده عن اللَّحاق بالمتقدّم⁣(⁣٤) في الصنعة أنه كان مرتجلا، والمرتجل من المحدثين لا يلحق الضّرّاب. وعلى ذلك فما فيه مطعن، ولا يقصّر جيّد صنعته عن صنعة [غيره من]⁣(⁣٥) طبقته وإن كانت قليلة، وروايته أحسن رواية.

  تعصبه لإبراهيم بن المهدي وتعصبه على إسحاق

  وكتابه في «الأغاني» أصل من الأصول، وكان يذهب مذهب إبراهيم بن المهدي في الغناء وتجنيسه، ويخالف إسحاق ويتعصّب عليه تعصّبا شديدا، ويواجهه بذلك وينصر إبراهيم بن المهديّ عليه. وكان تيّاها معجبا شديد الذهاب بنفسه، وهو معدود في ندماء الخلفاء ومغنّيهم، على ما كان به من الوضح. وفيه يقول الشاعر:

  أقول لعمرو وقد مرّ بي ... فسلَّم تسلمية جافية

  لئن فضّلوك بفضل الغناء ... لقد فضّل اللَّه بالعافية⁣(⁣٦)

  حسن حكايته لأستاذه

  وقال ابن حمدون: كان عمرو حسن الحكاية لمن أخذ الغناء عنه، حتّى كان من يسمعه لو توارى عن عينه عمرو ثم غنّى لم يشكك في أنّه هو الذي أخذ عنه، لحسن حكايته، وكان محظوظا⁣(⁣٧) ممن يعلَّمه، ما علَّم أحدا قطَّ إلا خرج نادرا مبرّزا.

  / فأخبرني جحظة قال حدّثني أبو العبيس بن حمدون قال: قال لي عمرو بن بانة: علَّمت عشرة غلمان كلَّهم


(١) التكملة من مب.

(٢) ما عدا ط، ها، مب: «القحطية»، تحريف. ولعلها منسوبة إلى آل قحطبة، ومنها حميد والحسن ابنا قحطبة.

(٣) ما عدا ط، ها، مب: «الندور منها ما ليس بالكثير».

(٤) ما عدا ط، ح، ها، مب: «بالتقدم».

(٥) التكملة من ط.

(٦) ما عدا ط، ها، مب: «لئن فضل اللَّه فضل الغناء».

(٧) ما عدا ط، ها، مب: «محفوظا» تحريف.