كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي الشبل ونسبه

صفحة 382 - الجزء 14

١٥ - أخبار أبي الشّبل ونسبه

  نسبه

  أبو الشبل اسمه عاصم بن وهب من البراجم، مولده الكوفة، ونشأ وتأدّب بالبصرة.

  مجونه واتصاله بالمتوكل

  أخبرني بذلك الحسن بن علي، عن ابن مهرويه، عن علي بن الحسن الأعرابي.

  وقدم إلى سرّ من رأى في أيّام المتوكَّل ومدحه، وكان طبّا⁣(⁣١) نادرا، كثير الغزل ماجنا، فنفق⁣(⁣٢) عند المتوكَّل بإيثاره العبث، وخدمه، وخصّ به، فأثرى وأفاد، فذكر لي عمّي عن محمّد بن المرزبان بن الفيرزان عن أبيه أنّه لما مدحه بقوله:

  أقبلي فالخير مقبل ... واتركي قول المعلَّل

  وثقي بالنّجح إذ أب ... صرت وجه المتوكَّل

  ملك ينصف ياظا ... لمتي فيك ويعدل

  فهو الغاية والماء ... مول يرجوه المؤمّل

  أمر له بألف درهم لكل بيت، وكانت ثلاثين بيتا، فانصرف بثلاثين ألف درهم.

  الغناء في هذه الأبيات لأحمد المكَّي رمل بالبنصر.

  أخبرني يحيى بن علي، عن أبي أيوب المديني، عن أحمد بن المكَّي قال: غنّيت المتوكَّل صوتا شعره لأبي الشبل البرجميّ وهو:

  أقبلي فالخير مقبل ... ودعي قول المعلَّل

  / فأمر لي⁣(⁣٣) بعشرين ألف درهم، فقلت: يا سيدي أسأل اللَّه أن يبلَّغك الهنيدة، فسأل عنها الفتح فقال: يعني مائة سنة، فأمر لي بعشرة آلاف أخرى.

  وحدّثنيه الحسن بن علي عن هارون بن محمّد الزيات، عن أحمد بن المكي مثله.

  دعته جاريته فقال شعرا

  حدّثني الحسن بن علي قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني أبو الشبل عاصم بن وهب الشاعر، وهو القائل:

  أقبلي فالخير مقبل ... ودعي قول المعلَّل


(١) في الأصول «طيبا» وهو تحريف.

(٢) نفق: راج.

(٣) في س «فأمر له» وهو تحريف.