كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الغريض وأخباره

صفحة 573 - الجزء 2

١٥ - ذكر الغريض وأخباره

  اسمه وكنيته وسبب لقبه

  / الغريض لقب لقّب به، لأنه كان طريّ الوجه نضرا غضّ الشباب حسن المنظر، فلقّب بذلك. والغريض:

  الطريّ من كل شيء. وقال ابن الكلبيّ: شبّه بالإغريض وهو الجمّار فسمّي به، وثقل ذلك على الألسنة فحذفت الألف منه، فقيل له: الغريض. واسمه: عبد الملك، وكنيته: أبو يزيد.

  وأخبرنا إسماعيل بن يونس الشّيعيّ عن عمر بن شبّة عن أبي غسّان عن جماعة من المكَّيين:

  أنه كان يكنّى أبا مروان. وهو مولى العبلات، وكان مولَّدا من مولَّدي البربر. وولاؤه وولاء يحيى قيل⁣(⁣١) وسميّة للثريّا⁣(⁣٢) (صاحبة عمر بن أبي ربيعة) وأخواتها: الرّضيّا وقريبة وأمّ عثمان بنات عليّ بن عبد اللَّه بن الحارث بن أميّة الأصغر، وقد مضت أخبارهنّ في صدر الكتاب⁣(⁣٣).

  أخذ الغناء عن ابن سريج فلما رأى ابن سريج مخايل التفوّق فيه حده وطرده

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثني محمد بن نصر الضّبعيّ⁣(⁣٤) قال حدّثني عبد الكريم بن أبي معاوية العلابيّ⁣(⁣٥) عن هشام بن الكلبيّ عن أبيه وعن / أبي مسكين⁣(⁣٦)، وأخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدّثني عمر بن شبّة قال حدثني أبو غسّان محمد بن يحيى، وأخبرني الحسين بن يحيى ومحمد بن أبي الأزهر حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن الزّبيريّ والمدائنيّ ومحمد بن سلَّام، وقد جمعت رواياتهم في قصّة الغريض، قالوا:

  كان الغريض يضرب بالعود وينقر بالدفّ ويوقع بالقضيب، وكان جميلا وضيئا، وكان يصنّع⁣(⁣٧) نفسه ويبرّقها⁣(⁣٨). وكان قبل أن يغنّي خيّاطا. وأخذ الغناء في أوّل أمره عن ابن سريج، لأنه كان يخدمه. فلما رأى


(١) في ط، ء: «فيل» بالفاء، (انظر ترجمته بالجزء الثالث ص ١١ من «الأغاني» طبع بولاق).

(٢) فيء، أ، م، ط: «سهية» وقد سمى العرب بهما، ولم ندر أيهما أصح لوجوده مجردا.

(٣) انظر الجزء الأوّل من هذه الطبعة ص ٢٠٩ - ٢١٣.

(٤) لم يرد هذا الاسم في فهارس الكتب التي تحت أيدينا. والضبعيّ بضم الضاد المعجمة وفتح الباء الموحدة كما في «شرح القاموس» و «المشتبه» للذهبيّ و «الاشتقاق» لابن دريد و «لسان العرب»، نسبة إلى ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الذين نزلوا البصرة، وقيل إلى المحلة التي سكنها هؤلاء بالبصرة. وقد ضبطه السمعانيّ بالعبارة فقال إنه: «بفتح الضاد المعجمة وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ... الخ». وهو كما ترى مخالف لكل المصادر المتقدّمة.

(٥) كذا في ب، س، ح. وفيء، ط: «العبلانيّ» وفي أ، م: «الغيلانيّ» ولم يرد في كتب الأنساب «العلابيّ» بالعين المهملة، والذي ورد هو الغلابيّ بالغين المعجمة. ولم نهتد إلى هذا الاسم لتحقق من صحة هذه النسبة.

(٦) كذا فيء. وفي أ، م، ح: «عن أبيه عن أبي مسكين». وفي ب، س: «عن أبيه مسكين» وهو خطأ. وقد أثبتنا روايةء لأنها تقدّمت في ص ٢٤٨ من الجزء الأوّل من هذه الطبعة وكتب «الأنساب» ترجحها.

(٧) يصنع نفسه: يقوم على تحسينها وتزيينها.

(٨) كذا في ط، ويبرقها: يزينها ويحسنها. يقال برّق منزله أي زينة وزوّقه. وفي باقي الأصول: «ويترفها» ومعناه يوسع عليها ويدللها