أخبار محمد بن وهيب
٤ - أخبار محمد بن وهيب(١)
  شعراء الدولة العباسية
  محمد بن وهيب الحميريّ صليبة شاعر من أهل بغداد من شعراء الدولة العباسية، وأصله من البصرة(٢)، وله أشعار كثيرة يذكرها فيها ويتشوّقها، ويصف إيطانه إياها ومنشأه بها.
  مدح الحسن بن رجاء ثم المأمون فأكرمه(٣)
  وكان يستمنح الناس بشعره، ويتكسّب بالمديح، ثم توسّل إلى الحسن بن سهل بالحسن بن رجاء بن أبي الضّحاك ومدحه، فأوصله إليه وسمع شعره فأعجب به واقتطعه إليه، وأوصله إلى المأمون حتى مدحه وشفع له فأسنى جائزته، ثم لم يزل منقطعا إليه حتى مات. وكان يتشيّع، وله مراث في أهل البيت.
  منزلته
  هو متوسط من شعراء طبقته، وفي شعره أشياء نادرة فاضلة، وأشياء متكلفة(٣).
  المعتصم يسمع مديحه ويجيزه دون غيره
  أخبرنا محمد بن خلف وكيع، قال: زعم أبو محلَّم، وأخبرني عمّي، عن عليّ بن الحسين بن عبد الأعلى، عن أبي محلَّم، قال:
  اجتمع الشعراء على باب المعتصم فبعث إليهم محمد بن عبد الملك الزّيات أنّ أمير المؤمنين يقول لكم: من كان منكم يحسن أن يقول مثل / قول النمريّ في الرشيد:
  خليفة اللَّه إن الجود أودية ... أحلَّك اللَّه منها حيث تجتمع
  من لم يكن بأمين اللَّه معتصما ... فليس بالصلوات الخمس ينتفع
  إن أخلف القطر لم تخلف مخايله(٤) ... أو ضاق أمر ذكرناه فيتّسع
  / فليدخل وإلا فلينصرف، فقام محمد بن وهيب فقال: فينا من يقول مثله، قال: وأيّ شيء قلت؟ فقال:
  ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتهم ... شمس الضّحى وأبو إسحاق والقمر
(١) موضع هذه الترجمة هنا كما جاءت في ف والمخطوطات الموثوقة بعد ترجمة مسلم بن الوليد، وجاءت في طبعة بولاق بعد ترجمة عبد اللَّه بن العباس الربيعي.
(٢) في المختار: «من شعراء البصرة».
(٣ - ٣) التكملة من ف.
(٤) المخايل من السحب: المنذرة بالمطر. ويقال: ظهرت في فلان مخايل النجابة: دلائلها ومظنتها.