كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

4 - أخبار ابن سريج ونسبه

صفحة 206 - الجزء 1

٤ - أخبار ابن سريج ونسبه

  نسب ابن سريج وشئ من أوصافه

  هو عبيد⁣(⁣١) بن سريج، ويكنّى أبا يحيى، مولى بني نوفل بن عبد مناف. وذكر ابن الكلبيّ عن أبيه وأبي مسكين أنه مولى لبني الحارث بن عبد المطَّلب.

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا محمد بن يحيى أبو غسّان قال: ابن سريج مولى لبني ليث، ومنزله⁣(⁣٢) مكة.

  وأخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال: سألت الحسن بن عتبة اللَّهبيّ عن ابن سريج فقال: هو مولى لبني عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم. وفي بني عائذ يقول الشاعر:

  فإن تصلح فإنّك عائذيّ ... وصلح العائذيّ إلى فساد

  / قال إسحاق: وقال سلمة بن نوفل بن عمارة: ابن سريج مولى عبد الرحمن بن أبي حسين بن الحارث بن نوفل، أو ابن عامر بن الحارث بن نوفل بن عبد مناف.

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز عن أبي أيّوب المدينيّ⁣(⁣٣) قال: ذكر إبراهيم بن زياد بن عنبسة بن سعيد بن العاص:

  أنّ ابن سريج كان آدم أحمر ظاهر الدّم سناطا⁣(⁣٤) في عينيه قبل⁣(⁣٥)، بلغ خمسا وثمانين سنة، وصلع فكان يلبس جمّة⁣(⁣٦) مركَّبة، وكان أكثر ما يرى مقنّعا⁣(⁣٧)، وكان منقطعا إلى عبد اللَّه بن جعفر.

  وقال ابن الكلبيّ عن أبيه قال: كان ابن سريج مخنّثا أحول أعمش يلقّب «وجه الباب»، وصلع فكان يلبس جمّة، وكان لا يغنّي إلا مقنّعا يسبل القناع على وجهه.

  وقال ابن الكلبيّ عن أبيه وأبي مسكين: كان ابن سريج أحسن الناس غناء، وكان يغنّي مرتجلا ويوقع بقضيب، وغنّى في زمن عثمان بن عفّان ¥، ومات في خلافة هشام بن عبد الملك.


(١) كذا في ح، ر، أ. وفي ب، س: «عبيد اللَّه». وفي سائر النسخ: «عبد اللَّه» وكذلك في ترجمته في الجزء الرابع من نهاية «الأرب» وسيأتي فيما بعد أن النسخ متفقة على «عبيد بن سريج».

(٢) في ح، ر: «وولد بمكة».

(٣) في ح، ر: «المدني».

(٤) السناط: الذي لا لحية له أو الخفيف العارض أو من لحيته بالذقن وليس بالعارضين شيء.

(٥) القبل في العين: إقبال إحدى الحدقتين على الأخرى.

(٦) الجمة: مجتمع شعر الرأس. والمراد أنه كان يلبس شعرا مصطنعا. وفي ح، ر: «كمة» والكمة: القلنسوة المدوّرة.

(٧) مقنعا: لابسا القناع وهو ما يوضع على الرأس.