كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

8 - أخبار المرقش الأكبر ونسبه

صفحة 376 - الجزء 6

٨ - أخبار المرقش الأكبر ونسبه

  نسبه وسبب تسميته بالمرقش وقرابته للمرقش الأصغر:

  المرقّش لقب غلب عليه بقوله:

  الدار وحش والرسوم كما ... رقّش في ظهر الأديم قلم

  عوف بن مالك المعروف بالبرك:

  وهو أحد من قال شعرا فلقّب به. واسمه - فيما ذكر أبو عمرو الشّيباني - عمرو. وقال غيره: عوف⁣(⁣١) بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الحصن⁣(⁣٢) بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. وهو أحد المتيّمين. كان يهوى ابنة عمه أسماء بنت عوف بن مالك بن ضبيعة، وكان المرقّش الأصغر ابن أخي المرقش الأكبر. واسمه - فيما ذكر أبو عمرو - ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك. وقال غيره: هو عمرو بن حرملة بن سعد بن مالك. وهو أيضا أحد المتيّمين، كان يهوى فاطمة بنت المنذر الملك ويتشبّب بها. وكان للمرقّشين جميعا موقع في بكر بن وائل وحروبها مع بني تغلب، وبأس وشجاعة ونجدة وتقدّم في المشاهد ونكاية في العدوّ وحسن أثر. كان عوف بن مالك بن ضبيعة عمّ المرقّش الأكبر من فرسان بكر بن وائل. وهو القائل يوم قضة: يا لبكر بن وائل، أفي كل يوم فرارا! ومحلوفي⁣(⁣٣) لا يمرّ بي رجل من بكر بن وائل منهزما إلَّا ضربته بسيفي. وبرك يقاتل؛ فسمّي البرك يومئذ.

  عمرو بن مالك وأسره لمهلهل:

  وكان أخوه عمرو بن مالك أيضا من فرسان بكر، وهو الذي أسر مهلهلا، التقيا في خيلين من غير مزاحفة في بعض الغارات بين بكر وتغلب، في موضع يقال له نقا / الرّمل، فانهزمت خيل مهلهل وأدركه عمرو بن مالك فأسره فانطلق به إلى قومه، وهم في نواحي هجر⁣(⁣٤)، فأحسن إساره. ومرّ عليه تاجر يبيع الخمر قدم بها من هجر، وكان صديقا لمهلهل يشتري منه الخمر، فأهدى / إليه وهو أسير زقّ خمر؛ فاجتمع إليه بنو مالك فنحروا عنده بكرا وشربوا عند مهلهل في بيته - وقد أفرد له عمرو بيتا يكون فيه - فلما أخذ فيهم الشّراب تغنّى مهلهل فيما كان يقوله


(١) قيل سمى عوفا باسم عمه والد أسماء التي كان يهواها ويتشبب بها. (راجع «المفضليات»).

(٢) كذا في ح وقد صححها الأستاذ الشنقيطي كذلك في نسخته المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (١٤٤ أدب ش). وفي سائر الأصول: «الحصين» وهو تحريف. (راجع «المعارف» لابن قتيبة ص ٤٧، ٤٨).

(٣) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «أما ومحلوفي».

(٤) هجر: اسم يطلق على أكثر من موضع. والظاهر أنه يريد به هنا هجر التي قصبتها الصفا وبينها وبين اليمامة عشرة أيام وبينها وبين البصرة خمسة عشر يوما على الإبل لقربها من ديار بكر وتغلب.