كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

الأخطل

صفحة 417 - الجزء 8

  ١٠ - ذكر الأخطل وأخباره ونسبه

  نسب الأخطل

  : هو غياث بن غوث بن الصّلت بن الطَّارقة، ويقال ابن سيحان بن عمرو بن الفدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمر بن غنم بن تغلب. ويكنى أبا مالك. وقال المدائنيّ: هو غياث بن غوث بن سلمة بن طارقة، قال: ويقال لسلمة سلمة اللحّام⁣(⁣١). قال: وبعث النّعمان بن المنذر بأربعة أرماح لفرسان العرب، فأخذ أبو براء عامر بن مالك رمحا، وسلمة بن طارقة اللحّام⁣(⁣٢) رمحا وهو جدّ الأخطل، وأنس بن مدرك رمحا، وعمرو بن معد يكرب رمحا.

  سبب تلقيبه بالأخطل والهجاء بينه وبين كعب ابن جعيل

  : والأخطل لقب غلب عليه. ذكر هارون بن الزيّات عن ابن النطَّاح عن أبي عبيدة أنّ السبب فيه أنه هجا رجلا من قومه؛ فقال له: يا غلام، إنك لأخطل، فغلبت عليه. وذكر يعقوب بن السّكَّيت أنّ عتبة بن الزّعل⁣(⁣٩) بن عبد اللَّه بن عمر بن عمرو بن حبيب / بن الهجرس⁣(⁣٣) بن تيم بن سعد بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب حمل حمالة، فأتى قومه يسأل فيها؛ فجعل الأخطل يتكلَّم وهو يومئذ غلام. فقال عتبة: من هذا الغلام الأخطل؟! فلقّب به.

  قال يعقوب وقال غير أبي عبيدة: إنّ كعب بن جعيل كان شاعر تغلب، وكان لا يأتي منهم قوما إلا أكرموه وضربوا له قبّة؛ حتى إنه كان تمدّ له حبال بين وتدين فتملأ له غنما. فأتى في مالك بن جشم ففعلوا ذلك به؛ فجاء الأخطل وهو / غلام فأخرج الغنم وطردها؛ فسبّه عتبة وردّ الغنم إلى مواضعها؛ فعاد وأخرجها وكعب ينظر إليه؛ فقال: إنّ غلامكم هذا لأخطل - والأخطل: السفيه - فغلب عليه. ولجّ الهجاء بينهما؛ فقال الأخطل فيه:

  سمّيت كعبا بشرّ العظام ... [وكان⁣(⁣٤) أبوك يسمّى الجعل

  وإنّ محلَّك من وائل ... محلّ القراد من است الجمل]

  فقال كعب: قد كنت أقول لا يقهرني إلَّا رجل له ذكر ونبأ، ولقد أعددت هذين البيين لأن أهجى بهما منذ كذا وكذا، فغلب عليهما هذا الغلام.


(١) في ج: «سلمة اللجام» بالجيم.

(٢) في ج: «ابن الزغل» بالزاي والغين المعجمتين. وورد في «الطبري» (ق ١ ص ٢٤٧٦ طبع أوروبا): «عتبة بن الوعل أحد بني سعد بن جشم».

(٣) في ج: «ابن الهجر» وفي أ، م: «ابن البحر».

(٤) التكملة عن «ديوانه».