أخبار عروة بن أذينة ونسبه
٢١ - أخبار عروة بن أذينة ونسبه(١)
  نسبه
  هو عروة بن أذينة، وأذينة لقبه، واسمه يحيى بن مالك(٢) بن الحارث بن عمرو بن عبد اللَّه بن زحل بن يعمر، وهو الشّدّاخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. وسمّي يعمر بالشّدّاخ لأنه تحمّل ديات قتلى كانت بين قريش وخزاعة، وقال: قد شدخت هذه الدّماء تحت قدميّ، فسمّي الشّدّاخ.
  قال ابن الكلبيّ: الشّدّاخ، بضمّ الشّين.
  شاعر وفقيه ومحدّث
  ويكنى عروة بن أذينة أبا عامر، وهو شاعر غزل مقدّم، من شعراء أهل المدينة، وهو معدود في الفقهاء والمحدّثين، روى عنه مالك بن أنس، وعبيد اللَّه بن عمر العدويّ. أخبرني بذلك أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، عن عمر بن شبّة، وروى جدّه مالك بن الحارث عن عليّ بن أبي طالب #.
  روى قصة عن جده مالك
  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا محمد بن موسى، قال: حدّثنا أحمد بن الحارث، عن المدائنيّ، عن ابن دأب، عن عروة بن أذينة، عن أبيه، قال: حدّثني أبي مالك بن الحارث قال:
  خرج مع عليّ بن أبي طالب # رجل من قومي كان مصطلما(٣)، فخرجت في أثره وخشيت انقراض أهل بيته، فأردت أن أستأذن له من عليّ، فأدركت عليّا # بالبصرة، وقد هزم النّاس ودخل البصرة، فجئته فقال: / مرحبا بك يا بن الفقيمة، أبدا لك فينا بداء(٤)؟ قلت: واللَّه إنّ نصرتك لحقّ، وإنّي لعلى ما عهدت أحبّ العزلة، ثم ذاكرته أمر ابن عمّي ذلك، فلم يبعد عنه(٥)، فكنت آتيه أتحدّث إليه. فركب يوما يطوف وركبت معه، فإني لأسير إلى جانبه إذ مررنا بقبر طلحة، فنظر إليه نظرا شديدا، ثم أقبل عليّ فقال: أمسى واللَّه أبو محمد بهذا المكان غريبا، ثم تمثّل:
  وما تدري وإن أزمعت أمرا ... بأيّ الأرض يدركك المقيل
(١) جاءت هذه الترجمة في الجزء الحادي والعشرون ١٠٥ - ١١١ بعد أن سقطت من نسخة بولاق وموضعها هنا، كما جاءت في نسخة ف وغيرها من النسخ الخطية الموثوقة.
(٢) «مهذب الأغاني»: «يحيى بن مالك الليثي الكناني».
(٣) المصطلم: المقطوع.
(٤) البداء، بفتح الباء: ظهور الرأي بعد أن لم يكن. ويقال: بدا لي في هذا الأمر بداء: ظهر لي فيه رأي آخر.
(٥) ف: «يبعد منه».