كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر الحارث وعمرو بن الإطنابة

صفحة 83 - الجزء 11

٩ - خبر الحارث وعمرو بن الإطنابة

  وإنما ذكرها هنا لاتّصاله بمقتل خالد بن جعفر، ولأنّ فيما تناقضاه من الأشعار أغاني / صالح ذكرها في هذا الموضع.

  عضب عمرو بن الإطنابة على الحارث لقتله خالدا وشعره في ذلك:

  قال أبو عبيدة: كان عمرو بن الإطنابة الخزرجيّ ملك الحجاز، ولمّا بلغه قتل الحارث بن ظالم خالد بن جعفر، وكان خالد مصافيا له، غضب لذلك غضبا شديدا، وقال: واللَّه لو لقي الحارث خالدا وهو يقظان لما نظر إليه، ولكنه قتله نائما، ولو أتاني لعرف قدره؛ ثم دعا بشرابه ووضع التاج على رأسه وعلى بقيانه، فتغنّين له:

  علَّلاني وعلَّلا صاحبيّا ... واسقياني من المروّق⁣(⁣١) ريّا

  إنّ فينا القيان يعزفن بالدّفّ ... لفتياننا وعيشا رخيّا⁣(⁣٢)

  يتبارين في النّعيم ويصبب ... ن خلال القرون مسكا ذكيّا

  إنّما همّهنّ أن يتحلَّي ... ن سموطا وسنبلا فارسيّا

  من سموط المرجان فضّل بالشّذ ... ر فأحسن بجليهنّ حليّا

  وفتى يضرب الكتيبة بالسّي ... ف إذا كانت السيوف عصيّا

  إنّنا لا نسرّ في غير نجد ... إنّ فينا بها فتى خزرجيّا

  يدفع الضّيم والظَّلامة عنها ... فتجافي عنه لنا يامنيّا

  أبلغ الحارث بن ظالم الرّع ... ديد والناذر النّذور عليّا

  أنما يقتل⁣(⁣٣) النّيام ولا يق ... تل يقظان ذا سلاح كميّا⁣(⁣٤)

  / ومعي شكَّتي⁣(⁣٥) معابل كالجم ... ر وأعددت صارما مشرفيّا

  لو هبطت البلاد أنسيتك القت ... ل كما ينسئ النّسيء النّسيا⁣(⁣٦)


(١) المروق من الشراب: المصفى.

(٢) العيش الرخي: الناعم.

(٣) في «كتاب سيبويه»: «أنما تقتل ...» بتاء الخطاب.

(٤) الكميّ: الشجاع المتكمي في سلاحه، لأنه كمي نفسه أي سترها بالدرع والبيضة، والجمع كماة، كأنهم جمعوا كاميا مثل قاض وقضاة.

(٥) في «ج»: «ومعي شكمتي». وفي «سائر الأصول»: «ومعي مشتكي معابل ...». والشكة: السلاح. والمعابل: جمع معبلة (بكسر الميم) وهي نصل طويل عريض. والمشرفي من السيوف: المنسوب إلى المشارف، وهي قرى من أرض اليمن، وقيل من بلاد العرب تدنو من الريف.

(٦) كذا ورد هذا البيت.