كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار غيلان ونسبه

صفحة 137 - الجزء 13

١٥ - أخبار غيلان ونسبه

أخبار غيلان ونسبه

  غيلان بن سلمة بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسيّ - وهو ثقيف. وأمّه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، أخت أمية بن شمس بن عبد مناف.

  أدرك الإسلام فأسلم بعد فتح الطائف، ولم يهاجر، وأسلم ابنه عامر قبله، وهاجر، ومات بالشام في طاعون عمواس⁣(⁣١) وأبوه حيّ.

  وغيلان شاعر مقل، ليس بمعروف في الفحول.

  وصف بادية بنت غيلان

  وبنته بادية بنت غيلان الَّتي قال هيت المخنّث لعمر بن أم سلمة أمّ المؤمنين، أو لأخيه سلمة⁣(⁣٢): «إن فتح اللَّه عليكم الطائف فسل رسول اللَّه أن يهب لك بادية بنت غيلان، فإنها كحلاء؛ شموع نجلاء⁣(⁣٣)، خمصانة هيفاء⁣(⁣٤)، إن مشت تثنّت، وإن جلست تبنت⁣(⁣٥)، وإن تكلَّمت تغنت، تقبل بأربع وتدبر بثمان، وبين فخذيها كالإناء المكفأ⁣(⁣٦)».

  قول له قبل إسلامه

  وغيلان فيما يقال أحد من قال من قريش للنبيّ وآله: {لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ}.

  اتهام ولده عمار بسرقته وما كان بينهما من تدابر

  قال ابن الكبيّ: حدّثني أبي، قال: تزوّج غيلان بن سلمة خالدة بنت أبي العاص، / فولدت له عمّارا وعامرا، فهاجر عمّار إلى النبي ، فلما بلغه خبره عمد خازن كان لغيلان إلى مال له فسرقه وأخرجه من حصنه فدفنه، وأخبر غيلان أنّ ابنه عمّارا سرق ماله وهرب به، فأشاع ذلك غيلان وشكاه⁣(⁣٧) إلى الناس، وبلغ خبره عمارا فلم يعتذر إلى أبيه، ولم يذكر له براءته مما قيل له، فلما شاع ذلك جاءت أمه لبعض ثقيف إلى غيلان، فقالت له: أيّ شيء لي عليك إن دللتك على مالك؟ قال: ما شئت. قالت: تبتاعني وتعتقني؟ قال: ذلك لك. قالت: فأخرج


(١) عمواس بالكسر والفتح وسكون الميم أو فتحها وفتح الأوّل: كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس، كانت العاصمة في القديم، ومنها كان ابتداء الطاعون في أيام عمر بن الخطاب، ثم فشا في أرض الشام فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة.

(٢) في «اللسان» (بنى): «وروى شمر أن مخنثا قال لعبد اللَّه بن أبي أمية» ثم ساق الخبر.

(٣) الشموع: المزاحة اللعوب. والنجلاء: الواسعة العينين.

(٤) الخمصانة: الضامرة البطن. والهيفاء: الدقيقة الخصر.

(٥) تبنت: أي صارت كالمبناة، وهي القبة من أدم، وذلك لسمنها وكثرة لحمها.

(٦) كذا في «اللسان» وح. وفي سائر النسخ: «المكفوء». وهما سيان، يقال كفأ الإناء وأكفأه: قلبه. يعني بذلك ضخم ركبها ونهوده.

(٧) في ط، ح: «تشكاه».