كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سلمة بن عياش

صفحة 413 - الجزء 20

١٦ - أخبار سلمة بن عياش

  ولاؤه وعصره ومن انقطع لمدحه:

  سلمة بن عياش مولى بني حسل بن عامر بن لؤي. شاعر بصريّ من مخضرمي الدولتين، وكان يتديّن ويتصون⁣(⁣١)، وانقطع إلى جعفر ومحمد ابني سليمان بن علي بن عبد اللَّه بن عباس، ومدحهما فأكثر وأجاد.

  من مدحه:

  وممّا مدحهما به وفيه غناء قوله:

  صوت

  أرقت وطالت ليلتي بأبان⁣(⁣٢) ... لبرق سرى بعد الهدوء يمان

  يضيء بأعلام المدينة همّدا ... إلى أمج⁣(⁣٣) فالطلح⁣(⁣٤) طلح قنان

  غنى في هذين البيتين دحمان، ولحنه ثقيل أول بالوسطى عن عمرو، قال: وفيه لحن لعطرّد يقول فيها:

  وردت خليجي جعفر ومحمد ... وكلّ بدئ⁣(⁣٥) من نداه سقاني

  وإني لأرجو جعفرا ومحمدا ... لأفضل ما يرجى له ملكان

  هما ابنا رسول اللَّه وابنا ابن عمّه ... فقد كرم الجدّان والأبوان

  شعر يعزى إليه:

  ومنها ما ذكره محمد بن داود بن الجراح قوله:

  صوت

  أنار بدت وهنا⁣(⁣٦) لعينك ترمض⁣(⁣٧) ... ببغداد أم سار من البرق مومض؟

  يضيء سناه مكفهرّا كأنه ... حناتم⁣(⁣٨) سود أو عشار⁣(⁣٩) تمخّض


(١) في «المختار»: «يتصوف، وكان منقطعا إلى جعفر».

(٢) أبان: جبل عنده نخل وماء.

(٣) أمج: موضع بعينه.

(٤) الطلح: موضع بين المدينة وبدر، وآخر بين اليمامة ومكة.

(٥) البديء: العجيب.

(٦) الوهن من الليل: نحو منتصفه.

(٧) ترمض: تشتعل، من أرمض الشيء: أي أحرقه.

(٨) الحناتم: جمع حنتم، وهي الجرة الخضراء.

(٩) العشار: جمع عشراء، بضم ففتح، وهي: الناقة الَّتي مضى لحملها عشرة أشهر، أو ثمانية.