أخبار أبي وجزة ونسبه
١٨ - أخبار أبي وجزة ونسبه
  نسبه
  اسمه يزيد بن عبيد فيما ذكره أصحاب الحديث. وذكر بعض النسابين أنّ اسمه يزيد بن أبي عبيد، وأنه كان له أخ يقال له عبيد، وانتسب إلى بني سعد بن بكر بن هوزان لولائه فيهم.
  دخل مع أبيه في بني سعد
  وأصله من سليم من بني ضبيس بن هلال بن قدم بن ظفر بن الحارث بن بهثة بن سليم؛ ولكنه لحق أباه وهو صبي سباء في الجاهلية، فبيع بسوق ذي المجاز، فابتاعه رجل من بني سعد، واستعبده، فلما كبر استعدى عمر رضى اللَّه عنه وأعلمه قصته، فقال له: إنه لا سباء على عربيّ، وهذا الرجل قد امتنّ عليك فإن شئت فأقم عنده، وإن شئت فالحق بقومك، فأقام في بني سعد وانتسب إليهم هو وولده(١).
  كان بنو سعد أظآر رسول اللَّه ﷺ
  وبنو سعد أظآر(٢) رسول اللَّه ﷺ، كان مسترضعا فيهم عند امرأة يقال لها حليمة، فلم يزل فيهم # حتى يفع، ثمّ أخذه جدّه عبد المطلب منهم فردّه إلى مكة، وجاءته حليمة بعد الهجرة، فأكرمها وبرّها وبسط لها رداءه فجلست عليه. وبنو سعد تفتخر بذلك على سائر هوزان، وحقيق بكل مكرمة وفخر من اتصل منه رسول اللَّه ﷺ بأدنى سبب أو وسيلة.
  آثر أبوه الانتساب إلى بني سعد دون قومه بنى سليم
  أخبرني بخبره الذي حكيت جملا منه في نسبه وولائه أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا عيسى بن إسماعيل العتكيّ قال حدّثنا محمد بن سلام الجمحيّ عن يونس. وأخبرني أبو خليفة فيما كتب به إليّ عن محمد بن سلَّام عن يونس وأخبرني به عمي عن الكرّاني عن الرّياشيّ عن محمد بن سلام عن يونس وأخبرني عليّ بن سليمان الأخفش عن أبي سعيد السكَّريّ عن يعقوب بن السّكَّيت قالوا جميعا سوى يعقوب.
  / كان عبيد أبو أبي وجزة السعديّ عبدا بيع بسوق ذي المجاز في الجاهلية فابتاعه وهيب بن خالد بن عامر بن عمير بن ملَّان بن ناصرة بن فصيّة بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن، فأقام عنده زمانا يرعى إبله، ثم إن عبيدا ضرب ضرع ناقة لمولاه فأدماه، فلطم وجهه، فخرج عبيد إلى عمر بن الخطاب ¥ مستعديا فلما قدم عليه قال: يا أمير المؤمنين، أنا رجل من بني سليم، ثم من بني ظفر أصابني سباء في الجاهلية كما يصيب العرب بعضها
(١) كذا في ف، وفي سائر الأصول: «والده».
(٢) أظآر: جمع ظئرّ وهي العاطفة على ولد غيرها المرضعة له.