كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار فضالة بن شريك ونسبه

صفحة 316 - الجزء 12

٨ - أخبار فضالة بن شريك ونسبه

  نسبه وشعر لابنه عبد اللَّه في ذم ابن الزبير

  هو فضالة بن شريك بن سلمان⁣(⁣١) بن خويلد بن سلمة بن عامر موقد النّار بن الحريش بن نمير بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان [بن أسد]⁣(⁣٢) بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. وكان شاعرا فاتكا صعلوكا مخضرما أدرك الجاهليّة والإسلام. وكان له ابنان شاعران، أحدهما عبد اللَّه بن فضالة الوافد على عبد اللَّه ابن الزّبير والقائل له: إنّ ناقتي قد نقبت⁣(⁣٣) ودبرت فقال له. ارقعها بجلد واخصفها بهلب⁣(⁣٤) وسربها البردين. فقال له: إنّي قد جئتك مستحملا لا مستشيرا⁣(⁣٥)، فلعن اللَّه⁣(⁣٦) ناقة حملتني إليك. فقال له ابن الزّبير: إنّ⁣(⁣٧) وراكبها.

  فانصرف من عنده وهو يقول:

  أقول لغلمتي شدّوا ركابي ... أجاوز بطن مكَّة في سواد⁣(⁣٨)

  فمالي حين أقطع ذات عرق ... إلى ابن الكاهليّة من معاد⁣(⁣٩)

  / سيبعد بيننا نصّ المطايا ... وتعليق الأداوى والمزاد⁣(⁣١٠)

  وكلّ معبّد قد أعلمته ... مناسمهنّ طلَّاع النّجاد⁣(⁣١١)


(١) كذا في ط، م و «تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ٣٤ ص ٥٤١) و «معجم الشعراء» للمرزباني. وفي سائر الأصول: «سليمان».

(٢) التكملة عن ف (انظر كتاب «المعارف» لابن قتيبة «ص ٣١ طبعة أوروبا).

(٣) كذا في ط، م، ف وفي «لسان العرب» (مادة أنن): «نقب خفها»: يقال: نقب البعير، إذا حفي ورقت أخفافه. وفي سائر الأصول:

«تعبت». والدبر (بالتحريك): جرح يكون في ظهر الدابة.

(٤) الهلب. الشعر. وخصفه: وضعه وإطباقه على الأخفاف ليقيها. والبردان: الغداة والعشي مثل الأبردين.

(٥) زيد في «خزانة الأدب» و «تاريخ ابن عساكر» (ج ٣٤ ص ٥٤٣) بعد البردين: «تصح». وفي «الخزانة»: «لا مستوصفا» بدل «لا مستشيرا». وفي حاشية الأمير على معنى اللبيب: «ما أتيتك مستطبا وإنما أتيتك مستمنحا».

(٦) كذا في ط، م، ف. وفي سائر الأصول: «اللَّه تعالى».

(٧) إن هنا بمعنى «نعم».

(٨) في «خزانة الأدب» (ج ٢ ص ١٠١): «بطن مر». وبطن مر: موضع بقرب مكة. وفي سواد، أي في ظلام الليل.

(٩) ذات عرق: موضع وهو الحد بين نجد وتهامة وعنده يهل أهل العراق. وابن الكاهلية، يريد ابن الزبير. وسيذكر المؤلف ذلك في آخر هذه الترجمة. ومعاد: مصدر بمعنى العود.

(١٠) نص المطايا: سيرها الشديد، على أن النص مضاف إلى فاعله، أو حثها واستخراج ما عندها من السير، على أن النص مضاف إلى مفعوله. وفي «تاريخ ابن عساكر»: «وقول ابن فضالة في شعره هذا» نص المطايا «ضرب من السير فيه ظهور وارتفاع. ومن هذا اشتق اسم المنصة بمعنى الارتفاع والظهور. وروي عن النبي ، في قصة ذكرت، أنه كان يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص. ومنه نصصت الحديث إلى صاحبه أي رفعته إليه. وقال امرؤ القيس:

وجيد كجيد الريم ليس بفاحش ... إذا هي نصته ولا بمعطل «

والأداوي: جمع إداوة (بكسر الهمزة)، وهي المطهرة. والمزاد: الأسقية، واحدها مزادة.

(١١) في بعض الأصول: «أعملته». والمعبد هنا: الطريق الواضح الذي عبّد ومهّد من كثرة السير فيه. والمناسم: أطراف أخفاف الإبل،