كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أم حكيم وأخبارها

صفحة 450 - الجزء 16

١٨ - ذكر أم حكيم وأخبارها⁣(⁣١)

  قد مضى ذكر نسبها.

  أمها وجمالها

  وأمّها زينب بنت عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وكانت هي وأمها من أجمل نساء قريش، فكانت قريش تقول لأم حكيم: الواصلة بنت الواصلة، وقيل: الموصلة بنت الموصلة، لأنهما وصلتا الجمال بالكمال.

  جدتها

  وأم زينب عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام: سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي خارجة بن عوف بن أبي حارثة بن لأم الطائيّ. وكانت سعدى بنت عوف عند عبد اللَّه بن الوليد بن المغيرة، فولدت له سلمة وريطة. ثم توفّي عنها، فخلف عليها طلحة بن عبيد اللَّه، فولدت له يحيى وعيسى، ثم قتل عنها، فخطبها عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، فتكلم بنوها، وكرهوا أن تتزوج وقد صاروا رجالا، فقالت: إنه قد بقي في رحم أمكم فضلة شريفة، لا بد من خروجها، فتزوجها. فولدت له المغيرة بن عبد الرّحمن الفقيه، وزينب، وهي أمّ أم حكيم.

  وكان المغيرة أحد أجواد⁣(⁣٢) قريش والمطعمين منهم، وقد قدم الكوفة على عبد الملك بن بشر بن مروان، وكان صديقه، وبها جماعة يطعمون الناس من قريش وغيرهم، فلما قدم تغيبوا، فلم يظهر أحد منهم حتى خرج، وبث المغيرة الجفان في السكك والقبائل يطعم الناس، فقال فيه شاعر من أهل الكوفة:

  أتاك البحر طمّ على قريش ... مغيريّ فقد راغ ابن بشر

  قال مصعب الزبيريّ: هو - يعني المغيرة - مطعم الجيش بمنى، وهو إلى الآن يطعم عنه. قال: وكانت أخته زينب أحسن الناس وجها وقدّا، وكأن أعلاها / قضيب، وأسفلها كثيب، / فكانت تسمى الموصلة. وسميت بنتها أمّ حكيم بذلك، لأنها أشبهتها.

  حسن جسدها

  أخبرني⁣(⁣٣) عمي قال: حدثني ابن أبي سعد قال: حدثني عليّ بن محمد بن يحيى الكنانيّ عن أبيه قال:

  كانت زينب بنت عبد الرّحمن من لين جسدها يقال لها الموصلة⁣(⁣٣):


(١) من هنا يبدأ الجزء الخامس عشر من المخطوطة رقم ١٣١٩ أدب.

(٢) ف: جوداء.

(٣ - ٣) الخبر ساقط من ف.