أخبار إبراهيم بن العباس ونسبه
٣ - أخبار إبراهيم بن العباس ونسبه
  نسبه، وشئ عن آبائه:
  إبراهيم بن العبّاس بن محمد بن صول، وكان صول رجلا من الأتراك، ففتح يزيد بن المهلَّب بلده وأسلم على يديه، فهم موالي يزيد. ولما دعا يزيد إلى نفسه لحق به صول لينصره فصادفه قد قتل. وكان يقاتل كلّ من بينه وبين يزيد من جيش بني أميّة ويكتب على سهامه: صول يدعوكم إلى كتاب اللَّه وسنّة نبيّه. فبلغ ذلك يزيد بن عبد الملك، فاغتاظ وجعل يقول: ويلي على ابن الغلفاء! وماله وللدّعاء إلى كتاب اللَّه وسنّة ونبيّه! ولعلَّه لا يفقه صلاته!. وكان ابنه محمد بن صول من رجال الدولة العبّاسية ودعاتها، وقد كان بعض أهليهم ادّعوا أنه عرب وأن العباس بن الأحنف خالهم. وأمّا صول فإنّ خالد بن خداش(١) ذكر عن أهله قالوا: كان صول وفيروز أخوين ملكا على جرجان، وكانا تركيّين تمجّسا وتشبّها بالفرس. فلما حضر يزيد بن المهلَّب جرجان أمّنهما، فأسلم صول على يديه ولم يزل معه حتى قتل يوم العقر(٢). وكان محمد بن صول يكنى(٣) أبا عمارة، أحد الدّعاة، وقتله عبد اللَّه بن عليّ لما خالف مع مقاتل بن حكيم العكَّيّ(٤) وعدّة آخرين.
  كان يقول الشعر ثم يختاره:
  وأمّا إبراهيم بن العباس وأخوه عبد اللَّه فإنهما كانا من وجوه الكتّاب، وكان عبد اللَّه أسنّهما وأشدّهما تقدّما، وكان إبراهيم آدبهما وأحسنهما شعرا، وكان يقول الشعر ثم يختاره، ويسقط رذله، ثم يسقط الوسط، ثم يسقط ما يسبق إليه، فلا يدع من القصيدة إلا اليسير، وربما لم يدع منها إلَّا بيتا أو بيتين؛ فمن ذلك قوله:
  /
  ولكنّ الجواد أبا هشام ... وفيّ العهد مأمون المغيب
  وهذا ابتداء يدلّ على أنّ قبله غيره؛ وقوله في أخيه:
  ولكنّ عبد اللَّه لما حوى الغنى ... وصار له من بين إخوته مال
  وهذا أيضا ابتداء يدلّ على أنّ قبله غيره. وكان إبراهيم وأخوه عبد اللَّه من صنائع ذي الرّياستين، اتّصلا به فرفع منهما. وتنقّل إبراهيم في الأعمال الجليلة والدواوين إلى أن مات وهو يتقلَّد ديوان الضّياع والنفقات بسرّ من رأى في سنة ثلاث وأربعين ومائتين للنصف من شعبان.
  قال محمد(٥) بن داود وحدّثني أحمد بن سعيد بن حسّان قال حدّثني ابن إبراهيم قال سمعت دعبلا يقول:
(١) في الأصول «خراش» بالراء. وقد تقدم خالد بن خداش غير مرة في الأجزاء السابقة.
(٢) هو عقر بابل وهو موضع عند كربلاء قتل عنده يزيذ بن المهلب (انظر الحاشية رقم ١ ص ٢٢ ح ٩ من «الأغاني» طبع دار الكتب المصرية).
(٣) كذا في الأصول. ولعله: «ويكنى أبا عمارة إلخ».
(٤) هو أحد قواد أبي مسلم الخراساني صاحب الدعوة العباسية. (انظر الكلام عليه في «تاريخ الطبري» ق ٢ ص ٢٠٠١ - ٢٠٠٣، ٢٠٠٥، ٢٠١٦ طبعة أوروبا).
(٥) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «أحمد بن داود».