كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

يزيد بن الطئرية

صفحة 332 - الجزء 8

  ٣ - ذكر يزيد بن الطَّثريّة⁣(⁣١) وأخباره ونسبه

  نسبه ونسب أمه

  : ذكر ابن الكلبيّ أنّ اسمه يزيد بن الصّمّة أحد بني سلمة الخير بن قشير. وذكر البصريّون أنه من ولد الأعور بن قشير. وقال أبو عمرو الشّيبانيّ: اسمه يزيد بن سلمة بن سمرة بن سلمة الخير بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وإنما قيل له سلمة الخير لأنه كان لقشير ابن آخر يقال له سلمة الشّرّ. قال: وقد قيل: إنه يزيد بن المنتشر بن سلمة. والطَّثرية أمّه، فيما أخبرني به عليّ بن سليمان الأخفش عن السّكَّريّ عن محمد بن حبيب، امرأة من طثر، وهم حيّ من اليمن عدادهم في جرم. وقال غيره: إن طثرا من عنز⁣(⁣٢) بن وائل إخوة بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وكان أبو جراد أحد بني المنتفق بن عامر بن عقيل أسر طثرا فمكث عنده زمانا ثم خلَّاه وأخذ عليه إصرا⁣(⁣٣) ليبعثنّ إليه بفدائه أو ليأتينّه بنفسه وأهله فلم يجد فداء، فاحتمل بأهله حتى دخل على أبي جراد فوسمه / سمة إبله، فهم حلفاء لبني المنتفق إلى اليوم نحو من خمسمائة رجل متفرّقين في بني عقيل يوالون⁣(⁣٤) بني المنتفق، وهم يعيّرون ذلك⁣(⁣٥) الوسم. وقال بعض من يهجوهم:

  عليه الوسم وسم أبي جراد

  وفيهم يقول يزيد بن الطَّثريّة:

  ألا بئسما أن تجرموني⁣(⁣٦) وتغضبوا ... عليّ إذا عاتبتكم يا بني طثر

  / وزعم بعض البصريين: أن الطَّثريّة أمّ يزيد كانت مولعة بإخراج زبد اللَّبن، فسمّيت الطَّثريّة. وطثرة اللبن:

  زبدته.


(١) كذا ضبطه ابن خلكان بالعبارة فقال: «والطَّثريّة بفتح الطاء وإسكان الثاء وبعدها راء ثم ياء النسب وهاء وهي أمه ينسب يزيد المذكور إليها، وهي من بني طثر بن عنز بن وائل. والطثر: الخصب وكثرة اللبن، يقال: إن أمه كانت مولعة بإخراج زبد اللبن». وفي «القاموس» و «شرحه» (مادة طثر): «وطثرية محركة أم يزيد بن الطثرية الشاعر القشيري». وقد ضبط بالقلم في الحماسة للتبريزي و «الأمالي» لأبي علي القالي و «الشعر والشعراء» بإسكان الثاء.

(٢) كذا في «تجريد الأغاني وابن خلكان والمعارف» لابن قتيبة و «الاشتقاق» لابن دريد و «القاموس» (مادة عنز). وعنز هذا وبكر وتغلب جميعا أبناء وائل بن قاسط وأمهم هند بنت تميم بن مر. وفي الأصول: «عبد» وهو تحريف.

(٣) الإصر: العهد.

(٤) في أكثر الأصول «يولون بني المنتفق». ووالاه وتولاه: دخل في ولائه. وفي ب، س: «يولون إلى بني المنتفق».

(٥) في الأصول: «يعيرون بذلك». والفصيح الكثير أن يقال: يعيرون ذلك، حتى قيل: إن تعدية «عير» إلى مفعوله الثاني بالباء ممنوعة.

(٦) كذا في ب، س. والجرم: القطع والصرم. وفي سائر الأصول: «تحرموني» بالحاء المهملة وهو تصحيف.