أخبار البحتري ونسبه
٥ - أخبار البحتري ونسبه
  نسبه وكنيته
  : هو الوليد بن عبيد اللَّه(١) بن يحيى بن عبيد بن شملال بن جابر بن سلمة بن مسهر بن الحارث بن خيثم(٢) ابن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر بن عتود بن عثمة(٣) بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن جلهمة وهو طيّئ بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
  شاعريته وندرة هجائه
  : ويكنى أبا عبادة، شاعر فاضل فصيح حسن المذهب، نقيّ الكلام، مطبوع، كان مشايخنا رحمة اللَّه عليهم يختمون به الشعراء، وله تصرّف حسن فاضل نقيّ في ضروف الشعر، سوى الهجاء، فإن بضاعته فيه نزرة، وجيّده منه قليل. وكان ابنه أبو الغوث يزعم أن السبب في قلة بضاعته في هذا الفن أنه لمّا حضره الموت دعابه، وقال له:
  اجمع كلّ شيء قلته في الهجاء. ففعل، فأمره بإحراقه، ثم قال له: يا بني، هذا شيء قلته في وقت، فشفيت به غيظي، وكافأت به قبيحا فعل بي، وقد انقضى أربي في ذلك، وإن بقي روي، وللناس أعقاب يورثونهم العداء والمودة، وأخشى أن يعود عليك من هذا شيء(٤) في نفسك أو معاشك لا فائدة لك ولي فيه، قال: فعلمت أنه قد نصحني وأشفق عليّ، فأحرقته.
  أخبرني بذلك عليّ بن سليمان الأخفش عن أبي الغوث.
  وهذا - كما قال أبو الغوث - لا فائدة لك ولا لي فيه، لأن الذي وجدناه وبقي في أيدي الناس من هجائه أكثره ساقط، مثل قوله في ابن شير زاد:
  /
  نفقت نفوق الحمار الذّكر ... وبان ضراطك عنا فمر
  ومثل قوله في عليّ بن الجهم(٥):
  ولو أعطاك ربّك ما تمنّى(٦) ... لزادك منه في غلظ الأيور
  علام طفقت تهجوني مليّا ... بما لفّقت من كذب وزور
(١) مم، ف: «عبيد».
(٢) ف: «جشم».
(٣) ف: عمير.
(٤) ف: «شر».
(٥) ف: «مروان بن أبي الجنوب» بدل «علي بن الجهنم» والمثبت في «الديوان» هو ما ذكرناه.
(٦) تمنى هنا ليس فعلا ماضيا، ولكنه مضارع محذوف أحد التائين.