ذكر الخبر عن غزاة بدر
  إنّ لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه، إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعلمت أنه قد قتله غيري.
  / حدّثنا محمد بن جرير قال حدّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن الحكم المصريّ قال حدّثنا يحيى بن بكير قال حدّثني محمد بن إسحاق عن العلاء بن كثير عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال:
  قال لي أبي: يا بنيّ، لقد رأيتنا يوم بدر وإنّ أحدنا ليشير إلى المشرك بسيفه فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف.
  لباس الملائكة يوم بدر وحنين:
  حدّثنا محمد قال حدّثنا ابن حميد قال حدّثنا سلمة عن محمد قال، وحدّثني الحسن بن عمارة قال أخبرنا سلمة عن الحكم بن عتيبة(١) عن مقسم مولى عبد اللَّه / بن الحارث عن عبد اللَّه بن عباس قال:
  كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرسلوها على(٢) ظهورهم، ويوم حنين عمائم حمرا، ولم تقاتل الملائكة في يوم من الأيّام سوى يوم بدر، وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام مددا وعددا ولا يضربون.
  مقتل أبي جهل بن هشام:
  حدّثنا محمد قال حدّثنا ابن حميد قال حدّثنا سلمة قال، قال محمد وحدّثني ثور بن زيد(٣) ولي بني(٤) الدّيل عن عكرمة مولى ابن عبّاس عن ابن عباس، قال وحدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، قالا: كان معاذ بن عمرو بن الجموح أخو بني سلمة يقول:
  لمّا فرغ رسول اللَّه ﷺ من غزوة بدر أمر بأبي جهل أن يلتمس في القتلى، وقال: «اللَّهمّ لا يعجزنّك». وكان أوّل من لقي أبا جهل معاذ بن عمرو بن الجموح، قال: سمعت القوم، وأبو جهل في مثل الحرجة(٥)، وهم يقولون: أبو الحكم / لا يخلص إليه. فلمّا سمعتها جعلتها من شأني، فعمدت نحوه، فلمّا أمكنني حملت عليه، فضربته ضربة أطنّت(٦) قدمه بنصف ساقه، فو اللَّه ما شبّهتها حين طاحت إلَّا كالنواة تطيح من تحت مرضخة(٧) النّوى حين يضرب بها. قال: وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي، فتعلَّقت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنها؛ فلقد قاتلت عامّة يومي وإنّي لأسحبها خلفي، فلمّا آذتني جعلت عليها رجلي ثم تمطَّيت بها حتى طرحتها.
  قال: ثم عاش معاذ بعد ذلك حتى كان في زمن عثمان بن عفّان. قال: ثم مرّ بأبي جهل، وهو عقير(٨)، معوّذ بن
(١) كذا في «المشتبه في أسماء الرجال» للذهبي و «تهذيب التهذيب». وفي الأصول: «عيينة» وهو تصحيف.
(٢) كذا في «السيرة». وفي الأصول: «في».
(٣) في الأصول: «يزيد» والتصويب عن «تهذيب التهذيب» والطبري.
(٤) كذا في م. وفي سائر الأصول: «ابن الديل».
(٥) الحرجة بالتحريك: مجتمع شجر ملتف كالغيضة، والجمع: حرج وحراج.
(٦) أطنت: قطعت.
(٧) كذا في الطبري. وفي «النهاية» لابن الأثير: «شبهتها النواة تنزو من تحت المراضخ» جمع مرضخة، وهي حجر يرضخ به النوى.
والرضخ: الكسر. وفي الأصول: «مرضة النوى». ورض الشيء: دقه وجرشه.
(٨) كذا في م و «السيرة» والطبري. والعقير: المجروح. وفي سائر الأصول: «عفير» بالفاء، وهو تصحيف.