كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر حميد بن ثور ونسبه وأخباره

صفحة 501 - الجزء 4

  فهل أنا إن علَّلت نفسي بسرحة ... من السّرح موجود⁣(⁣١) عليّ طريق

  وهي قصيدة طويلة أوّلها:

  نأت أمّ عمر فالفؤاد مشوق ... يحنّ إليها والها ويتوق

  صوت

  وفيها مما يغنّى فيه:

  سقى السّرحة المحلال⁣(⁣٢) والأبرق⁣(⁣٣) الذي ... به السّرح غيث دائم وبروق

  وهل أنا إن علَّلت نفسي بسرحة ... من السّرح موجود عليّ طريق

  غنّاه إسحاق، ولحنه ثاني ثقيل [بالوسطى]⁣(⁣٤).

  وفد على بعض خلفاء بني أمية بشعر فوصله:

  أخبرنا الحرميّ قال حدّثنا الزّبير عن عمّه قال:

  وفد حميد بن ثور على بعض خلفاء بني أميّة؛ فقال له: ما جاء بك؟ فقال:

  أتاك بي اللَّه الذي فوق من ترى ... وخير ومعروف عليك دليل

  / ومطويّة الأقراب⁣(⁣٥) أمّا نهارها ... فنصّ⁣(⁣٦) وأمّا ليلها فذميل

  ويطوي عليّ اللَّيل حضنيه إنّني ... لذاك إذا هاب الرجال فعول

  فوصله وصرفه شاكرا.


(١) في «الاقتضاب» للبطليوسي (ص ٤٥٩): «مأخوذ عليّ». وفي «كنايات الجوجاني» (ص ٧): «مسدود عليّ». وكل مستقيم المعنى.

(٢) المحلال: التي يكثر الناس الحلول بها. قال ابن سيده: وعندي أنها تحل الناس كثيرا؛ لأن مفعالا إنما هي في معنى فاعل لا في معنى مفعول.

(٣) الأبرق: أرض غليظة واسعة مختلطة بحجارة ورمل. والمراد به هنا موضع بعينه.

(٤) زيادة عن س، م.

(٥) الأقراب: جمع قرب (بالضم وبضمتين) وهو الخاصرة، وقيل: القرب من لدن الشاكلة إلى مراقّ البطن. وفي «التهذيب»: فرس لاحق الأقراب، يجمعونه وإنما له قربان لسعته؛ كما يقال: شاة ضخمة الخواصر، وإنما لها خاصرتان. (انظر «اللسان» مادة قرب).

(٦) كذا في أكثر الأصول. والنص: أقصى السير. والذميل: السير اللين. وفيء، ط: «فسبت». والسبت: ضرب من سير للإبل.