ذكر حميد بن ثور ونسبه وأخباره
  فهل أنا إن علَّلت نفسي بسرحة ... من السّرح موجود(١) عليّ طريق
  وهي قصيدة طويلة أوّلها:
  نأت أمّ عمر فالفؤاد مشوق ... يحنّ إليها والها ويتوق
  صوت
  وفيها مما يغنّى فيه:
  سقى السّرحة المحلال(٢) والأبرق(٣) الذي ... به السّرح غيث دائم وبروق
  وهل أنا إن علَّلت نفسي بسرحة ... من السّرح موجود عليّ طريق
  غنّاه إسحاق، ولحنه ثاني ثقيل [بالوسطى](٤).
  وفد على بعض خلفاء بني أمية بشعر فوصله:
  أخبرنا الحرميّ قال حدّثنا الزّبير عن عمّه قال:
  وفد حميد بن ثور على بعض خلفاء بني أميّة؛ فقال له: ما جاء بك؟ فقال:
  أتاك بي اللَّه الذي فوق من ترى ... وخير ومعروف عليك دليل
  / ومطويّة الأقراب(٥) أمّا نهارها ... فنصّ(٦) وأمّا ليلها فذميل
  ويطوي عليّ اللَّيل حضنيه إنّني ... لذاك إذا هاب الرجال فعول
  فوصله وصرفه شاكرا.
(١) في «الاقتضاب» للبطليوسي (ص ٤٥٩): «مأخوذ عليّ». وفي «كنايات الجوجاني» (ص ٧): «مسدود عليّ». وكل مستقيم المعنى.
(٢) المحلال: التي يكثر الناس الحلول بها. قال ابن سيده: وعندي أنها تحل الناس كثيرا؛ لأن مفعالا إنما هي في معنى فاعل لا في معنى مفعول.
(٣) الأبرق: أرض غليظة واسعة مختلطة بحجارة ورمل. والمراد به هنا موضع بعينه.
(٤) زيادة عن س، م.
(٥) الأقراب: جمع قرب (بالضم وبضمتين) وهو الخاصرة، وقيل: القرب من لدن الشاكلة إلى مراقّ البطن. وفي «التهذيب»: فرس لاحق الأقراب، يجمعونه وإنما له قربان لسعته؛ كما يقال: شاة ضخمة الخواصر، وإنما لها خاصرتان. (انظر «اللسان» مادة قرب).
(٦) كذا في أكثر الأصول. والنص: أقصى السير. والذميل: السير اللين. وفيء، ط: «فسبت». والسبت: ضرب من سير للإبل.