12 - ذكر نبيه وأخباره
  إذا صدّ من أهوى وأسلمني العزا ... ففرقة من أهوى أحرّ من الجمر
  كان مع علي بن المفضل عند عبيد اللَّه بن أبي غسان فأكل لحم غزال ومات:
  أخبرنا الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهروية قال حدّثني ابن أبي سعد(١) عن محمد بن عبد اللَّه بن مالك قال حدّثني عليّ بن المفضّل قال:
  اصطبحنا يوما أنا ونبيه عند عبيد اللَّه بن أبي غسّان، فغنّانا نبيه لحنه:
  يا أيها الرجل الذي ... قد زان منطقه البيان
  / فما سمعت أحسن منه، وكان صوتنا عليه بقية يومنا. ثم أردنا الانصراف، فسألنا عبيد اللَّه أن نبيت عنده ونصطبح من غد فأجبناه. وقال لنبيه: أيّ شيء تشتهي أن يصلح لك؟ قال: تشتري لي غزالا فتطعمني كبده كبابا، وتجعل سائر ما آكله من لحمه كما تحب؛ فقال: أفعل. فلما أصبحنا جاءه بغزال فأصلحه كما أحبّ. فلما استوفى أكله استلقى لينام، فحرّكناه فإذا هو ميت، فجزعنا من ذلك. وبعث عبيد اللَّه إلى أمه فجاءت فأخبرها بخبره. فلما رأته استرجعت(٢) ثم قالت: لا بأس عليكم! هو / رابع أربعة ولدتهم كانت هذه ميتتهم جميعا وميتة أبيهم من قبلهم؛ فسكنّا إلى ذلك. وغسّل في دار عبيد اللَّه وأصلح شأنه وصلَّي عليه، ومضينا به إلى مقابرهم فدفن هناك.
  صوت من المائة المختارة
  وففت على ربع لسعدى وعبرتي ... ترقرق في العينين ثم تسيل
  أسائل ربعا قد تعفّت رسومه ... عليه لأصناف الرياح ذيول(٣)
  لم يسمّ لنا قائل هذا الشعر. والغناء لسليم هزج خفيف بالسبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق.
(١) كذا في ح، وهو عبد اللَّه بن أبي سعد وقد تقدّمت روايته عن محمد بن عبد اللَّه بن مالك الخزاعي ورواية ابن مهرويه عنه فيما مر من الأجزاء السابقة كثيرا. وفي سائر الأصول: «ابن أبي سعيد» وهو تحريف.
(٢) استرجع في المصيبة: استعاذ وقال: {إِنَّا لِلَّه ِ وإِنَّا إِلَيْه ِ راجِعُونَ}.
(٣) كذا في ح. والذيول من الريح: ما تتركه في الرمل كأثر ذيل مجرور. وفي سائر الأصول: «ذبول» (بالباء الموحدة) وهو تصحيف.