9 - أخبار السيد الحميري
  واللَّه منّ عليهم بمحمد ... وهداهم وكسا الجنوب وأطعما
  ثم انبروا لوصيّه ووليّه ... بالمنكرات فجرّعوه العلقما
  وهي قصيدة طويلة حذف باقيها لقبح ما فيه. قال: فرمى بها إلى أبي عبيد اللَّه(١) ثم قال: اقطع العطاء فقطعه؛ وانصرف الناس؛ ودخل السيّد إليه، فلما رآه ضحك وقال: قد قبلنا نصيحتك يا إسماعيل، ولم يعطهم شيئا.
  أخبرني به عمّي عن محمد بن داود بن الجرّاح عن إسحاق النّخعيّ عن أبي سليمان الريّاحيّ(٢) مثله.
  ناظره شيطان الطاق في الإمامة فقال شعرا
  : أخبرني الحسن بن محمد بن الجمهور القمّيّ(٣) قال حدّثني أبي قال حدّثني أبو داود المسترق راوية السيّد:
  أنه حضر يوما وقد ناظره محمد بن عليّ بن النعمان المعروف بشيطان الطَّاق(٤) في الإمامة، فغلبه محمد في دفع ابن الحنفيّة عن الإمامة؛ فقال السيّد:
  ألا يأيّها الجدل(٥) المعنّي ... لنا، ما نحن ويحك والعناء!
  أتبصر ما تقول وأنت كهل ... تراك عليك من ورع رداء(٦)
  ألا إن الأئمة من قريش ... ولاة الحقّ أربعة سواء
  عليّ والثلاثة(٧) من بنيه ... هم أسباطه والأوصياء
  فأنّى في وصيّته إليهم ... يكون الشك منّا والمراء
  / بهم(٨) أوصاهم ودعا إليه ... جميع الخلق لو سمع الدّعاء
  فسبط سبط إيمان وحلم ... وسبط غيّبته كربلاء
  سقى جدثا تضمّنه ملثّ ... هتوف الرّعد مرتجز رواء(٩)
  تظلّ مظلَّة منها عزال(١٠) ... عليه وتغتدي أخرى ملاء
(١) هو أبو عبيد اللَّه معاوية بن عبيد اللَّه بن يسار الأشعري الكاتب الوزير كان كاتب المهدي وتولى له «ديوان الرسائل». (انظر «الطبري» قسم ٣ ص ٣٥١ و ٤٦١ - ٤٦٤ و ٤٨٩ - ٤٩٠).
(٢) كذا في جميع الأصول. ولعله محرف عن الناجي، وقد تقدّم قريبا في الصفحة السابقة وسيرد في ص ٢٤٦ يروى عنه إسحاق بن محمد هذا.
(٣) كذا في «كتاب الديارات» للشابشتي و «معجم البلدان» لياقوت أثناء كلامهما على «دير قنى» وهو منسوب إلى قم. وقم (بضم القاف وتشديد الميم): مدينة بين أصبهان وساوة. وفي الأصول: «العمى» بالعين المهملة، وهو تحريف. بل هو الصواب
(٤) الطاق: حصن بطبرستان. وبه سكن محمد هذا، وإليه تنسب الطائفة الشيطانية من غلاة الشيعة.
(٥) الجدل: الشديد الخصومة.
(٦) في أ، ء، م: «رواء» بالواو.
(٧) الثلاثة: يعني بهم محمد بن الحنفية والحسن والحسين.
(٨) كذا في الأصول.
(٩) ألث المطر إلثاثا: دام أياما لا يقلع. وارتجز الرعد: تتابع صوته. والرواء: الكثير المروي.
(١٠) العزالي: جمع عزلاء وهي مصب الماء من الرواية والقربة في أسفلها حيث يستفرغ ما فيها من الماء. يقال: أرسلت السماء عزاليها أي كثر مطرها، يشبه اتساع المطر واندفاقه بما يخرج منها.