كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

9 - أخبار السيد الحميري

صفحة 178 - الجزء 7

  واللَّه منّ عليهم بمحمد ... وهداهم وكسا الجنوب وأطعما

  ثم انبروا لوصيّه ووليّه ... بالمنكرات فجرّعوه العلقما

  وهي قصيدة طويلة حذف باقيها لقبح ما فيه. قال: فرمى بها إلى أبي عبيد اللَّه⁣(⁣١) ثم قال: اقطع العطاء فقطعه؛ وانصرف الناس؛ ودخل السيّد إليه، فلما رآه ضحك وقال: قد قبلنا نصيحتك يا إسماعيل، ولم يعطهم شيئا.

  أخبرني به عمّي عن محمد بن داود بن الجرّاح عن إسحاق النّخعيّ عن أبي سليمان الريّاحيّ⁣(⁣٢) مثله.

  ناظره شيطان الطاق في الإمامة فقال شعرا

  : أخبرني الحسن بن محمد بن الجمهور القمّيّ⁣(⁣٣) قال حدّثني أبي قال حدّثني أبو داود المسترق راوية السيّد:

  أنه حضر يوما وقد ناظره محمد بن عليّ بن النعمان المعروف بشيطان الطَّاق⁣(⁣٤) في الإمامة، فغلبه محمد في دفع ابن الحنفيّة عن الإمامة؛ فقال السيّد:

  ألا يأيّها الجدل⁣(⁣٥) المعنّي ... لنا، ما نحن ويحك والعناء!

  أتبصر ما تقول وأنت كهل ... تراك عليك من ورع رداء⁣(⁣٦)

  ألا إن الأئمة من قريش ... ولاة الحقّ أربعة سواء

  عليّ والثلاثة⁣(⁣٧) من بنيه ... هم أسباطه والأوصياء

  فأنّى في وصيّته إليهم ... يكون الشك منّا والمراء

  / بهم⁣(⁣٨) أوصاهم ودعا إليه ... جميع الخلق لو سمع الدّعاء

  فسبط سبط إيمان وحلم ... وسبط غيّبته كربلاء

  سقى جدثا تضمّنه ملثّ ... هتوف الرّعد مرتجز رواء⁣(⁣٩)

  تظلّ مظلَّة منها عزال⁣(⁣١٠) ... عليه وتغتدي أخرى ملاء


(١) هو أبو عبيد اللَّه معاوية بن عبيد اللَّه بن يسار الأشعري الكاتب الوزير كان كاتب المهدي وتولى له «ديوان الرسائل». (انظر «الطبري» قسم ٣ ص ٣٥١ و ٤٦١ - ٤٦٤ و ٤٨٩ - ٤٩٠).

(٢) كذا في جميع الأصول. ولعله محرف عن الناجي، وقد تقدّم قريبا في الصفحة السابقة وسيرد في ص ٢٤٦ يروى عنه إسحاق بن محمد هذا.

(٣) كذا في «كتاب الديارات» للشابشتي و «معجم البلدان» لياقوت أثناء كلامهما على «دير قنى» وهو منسوب إلى قم. وقم (بضم القاف وتشديد الميم): مدينة بين أصبهان وساوة. وفي الأصول: «العمى» بالعين المهملة، وهو تحريف. بل هو الصواب

(٤) الطاق: حصن بطبرستان. وبه سكن محمد هذا، وإليه تنسب الطائفة الشيطانية من غلاة الشيعة.

(٥) الجدل: الشديد الخصومة.

(٦) في أ، ء، م: «رواء» بالواو.

(٧) الثلاثة: يعني بهم محمد بن الحنفية والحسن والحسين.

(٨) كذا في الأصول.

(٩) ألث المطر إلثاثا: دام أياما لا يقلع. وارتجز الرعد: تتابع صوته. والرواء: الكثير المروي.

(١٠) العزالي: جمع عزلاء وهي مصب الماء من الرواية والقربة في أسفلها حيث يستفرغ ما فيها من الماء. يقال: أرسلت السماء عزاليها أي كثر مطرها، يشبه اتساع المطر واندفاقه بما يخرج منها.